فى الصميم

إفريقيا.. معاً نستطيع!

جلال عارف
جلال عارف

أسبوع إفريقى بامتياز.. بدأ باستضافة القاهرة لقمة دول الجوار للسودان الشقيق الذى يواجه صراعاً داخلياً مدمراً لابد من تكاتف الجميع لإيقافه. ومع القمة الهامة كان التحرك الجديد مع إثيوبيا من أجل حل أزمة سد النهضة بما يحقق مصلحة كل الأطراف ويضمن الحقوق التاريخية فى مياه النيل من خلال مفاوضات تنتهى خلال أربعة أشهر.


ثم جاءت قمة منتصف العام لدول افريقيا من أجل التنسيق بين الاتحاد الافريقى والمؤسسات الفاعلة من أجل التنمية، بمشاركة الرئيس السيسي.. ولاشك أن لقاء هذا العام يعقد فى ظروف تحتاج لحشد كل الجهود والامكانيات الافريقية لمواجهة متطلبات التنمية الضرورية فى ظل أزمة اقتصادية عالمية تنعكس بقوة على دول افريقيا وتحتاج منها إلى التعاون الكامل، والى نبذ الخلافات فيما بينها، والحفاظ على الاستقرار الذى لابديل عنه لكى تثمر جهود التنمية التى تحتاجها افريقيا بشدة.


حديث افريقيا بصوت واحد ضرورى لتستطيع  «أولاً» استغلال ما تملكه من إمكانيات، ثم لتستطيع- بعد ذلك التفاوض المثمر مع الدول الصناعية الكبرى التى بنت نهضتها بالحصول على المواد الأولية من افريقيا وغيرها بأقل الاسعار، والتى لاتفى بالتزاماتها حتى الآن فى قضية المناخ الذى لوثته، والتى مازال بعضها يحاول إغراق القارة السمراء فى بحر من الديون عالية التكلفة بدلاً من تعويضها المستحق عن استغلال طال ومازال يترك آثاره السلبية تقيد جهود افريقيا فى النهوض.


حتى الآن مازالت الدول الغنية تتهرب من الوفاء بتعهدها دفع ١٠٠ مليار دولار سنويا لمواجهة التغيرات المناخية فى وقت يتسبب فيه الجفاف فى انخفاض الانتاج الزراعى فى افريقيا بمقدار الثلث!! وحتى الآن تصدر الدول الغنية أزماتها الى افريقيا بدلاً من أن تعوض الخسائر وتساهم فى التنمية مساهمة حقيقية، إن افريقيا تحتاج إلى ٢٠٠ مليار دولار سنويا من أجل تحقيق تنمية مستدامة، والى ١٠٠ مليار من أجل البنية التحتية. لكنها تحتاج -قبل ذلك كله- الى توحيد جهدها لتصفية الخلافات فيما بينها ولانهاء المخاطر على الدولة الوطنية وتحقيق الاستقرار ثم التفاوض على حقوقها من موقع آخر.


رغم كل المصاعب والتحديات، فإن افريقيا التى تعلمت كثيراً من دروس الماضى، قادرة على أن تصنع المستقبل الذى تستحقه شعوبها لو آمن الجميع بالسير فى طريق واحد إسمه: معاً نستطيع.