هناك فنان لا يمتلك ثبات إنفعالي ولا يستطيع أن يتحكم في نفسه وحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما بأفلام متتالية، وأطلق على نفسه ألقاب وجيش “الفانز” يهاجمون المنافسين ويعمل الكثير من الحركات لكي يقول للجميع لا يستطيع أن ينافسني أحد، لكن كريم عبد العزيز عكس ذلك الفنان، يقدم الفيلم، ويحقق الإيرادات، ويبدأ في عمل جديد، وتواصله على مواقع التواصل الاجتماعي طبيعية، وظهوره مثل اليوم الأول لدخوله الساحة الفنية.
تشير أرقام الإيرادات التي حققتها الأفلام التي عرضت في السنوات الخمسة الأخيرة أن كريم هو النجم الأكثر تحقيقا للإيرادات بأفلامه التي عرضت خلال هذه الفترة، وحققت أرقاما قياسية لم يسبق لغيره في تاريخ السينما تحقيقها، وقد حافظ على هذا التفوق بفيلمه الجديد “بيت الروبي” الذي يعرض حاليا، ويحقق نجاحا وإيرادات ضخمة، واستطاع أن يحقق في أحد أيام عرضه خلال أيام عيد الأضحى إيرادات تصل إلى 10 مليون جنيه، وهو أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية، كما حقق أعلى إيراد أسبوعي وأصبح متوقع له أن يحقق أعلى إيراد في تاريخ السينما المصرية، ويتجاوز الرقم المسجل أيضا في آخر أفلامه وهو 120 مليون جنيه، وهو إيراد فيلمه “كيرة والجن”، وبهذه الحسابات يكون كريم بلا منازع أو منافس هو “نمبر وان”، ورغم هذا التفوق الكاسح سواء مع “بيت الروبي” أو أفلامه السابقة، لم يتحدث كريم يوما ما في حوار صحفي أو تليفزيوني أو حتى “بوست” يكتبه أنه “نمبر وان”، وأن أفلامه تحقق أعلى الإيرادات، بل أنه عندما سأل عن هذا النجاح، والذي يمنحه لقب “نمبر وان”، رفض هذا اللقب، وأكد أنه لا يشغله، وأنه قد يتفوق في موسم أو فترة ما، ويتفوق زميل آخر في موسم آخر، والحقيقة أن هذا التفكير هو ما يمنح كريم النجاح والتفوق، فهو يدرك جيدا أن نجاحه في فيلم أو عدة أفلام، وتحقيقه أعلى الإيرادات لا يعني أنه بذلك أصبح النجم الأول على الساحة دون منافس، لكن يجب أن يعمل ويجتهد أكثر ليحافظ على هذا النجاح، والتفوق وهذا ما يفعله دائما كريم، فهو لا يهدر أي وقت في الكلام أو إثارة مشكلات أو معارك أو أي ضجة حوله ليستفيد منها بأي شكل بل يركز كل وقته وجهده في عمله الفني فقط، ومن يفكر بهذا الشكل هو من يستمر ويستطيع الحفاظ على نجاحه لسنوات طويلة، كما يعد كريم من أكثر النجوم الحاليين الذين يعملون على عدة مشاريع فنية في وقت واحد، ويضع خطة واضحة لتصويرها، لهذا فهو ربما النجم الوحيد الذي يعرف من الآن العمل الفني الذي سيصوره العام المقبل، وربما العام بعد المقبل، مثل أغلب النجوم العالميين، لهذا فإن ما وصل له كريم الآن لم يأت صدفة أو بالكلام الكثير، أنما بالعمل والاجتهاد والتركيز والموهبة والذكاء، وإنجاز كريم لم يحققه الكبار منذ نشأة السينما، وبالفعل جعل منه فنان خارج التصنيف لأنه بالارقام حالة إستثنائية في شباك التذاكر، لكنه يحظى في نفس الوقت بحب كل زملائه وهذه معادلة صعبة لا تتحقق إلا لفنان حافظ منذ نشأته على تقاليده وتربيته لا تغيره شهرة ويحترم الجميع.