في حوار نادر عام 1960| المذيعة ثريا حمدان: التلفزيون يشجع ست البيت على الإهمال!

المذيعة ثريا حمدان
المذيعة ثريا حمدان

■ قراءة: أحمد الجمَّال

في نفس العدد نشرت «آخرساعة» موضوعا عن المذيعة الراحلة ثريا حمدان تضمن لقاءً معها عن اتجاهها للعمل لأول مرة فى التلفزيون المصرى، بعد أن تركت عملها كمخرجة ومصورة سينمائية، لكنها قررت أن تهجر الشاشة البيضاء وتتفرغ لعملها الجديد على الشاشة الفضية، حيث كانت تستعد وقتذاك لتقديم برنامج مخصص لستات البيوت، الذى أصبح فيما بعد البرنامج الشهير «العائلة»، الذى حققت من خلاله شهرة واسعة.. ونعيد نشر هذا الحوار بتصرف محدود فى السطور التالية:

هذا الوجه ستراه قريبًا على شاشة التلفزيون العربي، حيث يقدّم لكِ أول برنامج لستات البيوت.. إن صاحبته هى المذيعة الوحيدة التى لن تثير غيرتكِ على زوجك، لأن اهتمامها ينحصر فيك أنتِ أولًا وقبل كل شيء.

رقيقة خجولة، فى صوتها عذوبة وعمق، وفى حركاتها حنان كبير، إنها ثريا حمدان الإذاعية الناجحة، التى تعود اليوم بعد غيبة 6 سنوات عن ميكروفون الإذاعة لتقدِّم أول برنامج لستات البيوت فى التلفزيون العربى، وتستغرق إذاعته ساعة كاملة تقدم فيها كل ما يهم المرأة العربية ويساعد على تنمية وعيها الثقافى والاجتماعى.

لقد تخرجت ثريا في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، والتحقت بالإذاعة سنة 1950، ولكن طموحها لم يقف عند تحقيق أول أمنية لها فى حياتها العملية، فسافرت سنة 1953 فى بعثة إلى أمريكا لدراسة التلفزيون، وعادت وفي يدها أول شهادة ماجستير منحتها جامعة كاليفورنيا لمذيعة عربية فى هذا الفن، وفى قلبها قصة حب كبيرة للمصور السينمائى وديد سرى، انتهت فصولها بالزواج سنة 1954.

وتقول ثريا: إن فى حياة كل إنسان لحظة ملل كبرى تمنعه من الاستمرار فى عمله بنفس الرغبة والنشاط، وهذا ما حدث لها شخصيا سنة 1954، فلم تستطع الاستمرار فى عملها الإذاعى وهجرته لتعمل مع زوجها مخرجة ومساعدة مصور سينمائى، حتى عُينِّت بالتلفزيون فى أكتوبر الماضى، فتركت السينما لتتفرغ لعملها الجديد.

◄ اقرأ أيضًا | «يحيى العلمي».. أبرز صناع الدراما التليفزيونية

ومع أنها ضحت من أجل التلفزيون والعمل فى مجالين وصلت فيهما إلى ذروة النجاح، فهى تعتقد أن عملها الإذاعى والسينمائى تجربة كان لا بُد لها من اجتيازها، لتستطيع أن تحقّق لنفسها ما ترجوه من نجاح فى التلفزيون، فقد عرفت من الإذاعة سياسة تخطيط البرامج وإعدادها، وعرفت من السينما الكثير عن التصوير والإخراج، وهذه أهم الأشياء التى يجب أن تتقنها مذيعة التلفزيون.

وثريا حمدان أم لولدين، ومع ذلك فهى تعمل يوميًا لمدة 10 ساعات متواصلة. أما عن قراءاتها فتنحصر فى هذه الأيام فى كل ما يخص التلفزيون، لأنها ستقدّم ثلاثة برامج أخرى هامة بجانب برنامجها الرئيسى لستات البيوت.

◄ سألت «الحاجة ثريا»، وهذا هو الاسم الذى يناديها به الأصدقاء منذ أدت فريضة الحج سنة 1954:

◄ ما الفرق بين برنامجك النسائى وبرنامج «إلى ربات البيوت» الذى تقدمه الإذاعة حاليا؟
• ظروف عملى فى الواقع تمنعنى من متابعة هذا البرنامج، ولكن المهم فعلًا هو أن كل ما سأقدمه يظهر للمتفرجات بطريقة عملية، عن كل ما تعيشه ربة البيت وكيف يمكن أن تستفيد من الأشياء القديمة، وكيف تخيط ثيابها وكيف تعتنى بنفسها وأطفالها، وهذه الطريقة أكثر إفادة وتشويقًا.

◄ ما هو أهم عيب فى التلفزيون؟
• إنه أكبر مشجع لستات البيوت والخدم على الإهمال.

◄ وما أبرز متاعب العمل فيه؟
• متاعبه لا تفرق عن متاعب أى عمل حر إلا فى المجهود الذى يبذله المخرج فى محاولة تنفيذ البرامج وتقديمها بطريقة عملية مرئية لا تعتمد على السمع والقراءة.

◄ أيها أفضل من الناحية المادية: الإذاعة أم التلفزيون أم السينما؟
• السينما لضخامة إمكانياتها ووفرة الربح فيها.

◄ ما هو آخر مرتب تتقاضينه من الإذاعة؟
• 23 جنيهًا.

◄ ومن التلفزيون؟
• هذا سر لا أريد أن يعرفه أحد، خصوصًا أننى أنفقه كله على مطالبي الخاصة والمواصلات التى تأخذ منى وحدها 20 جنيهًا شهريًا.

◄ من هو أعز إنسان فى حياتك؟
• حماتي، لأنها قدمت لى أغلى أمنيات عمري، وهي زوجي، وبدونها لا أدري كيف كنت أستطيع أن أجمع بين عملى وواجباتى كأم، وهى قبل كل هذا طيبة وحنون.

◄ ما الهدف الذى تسعين إليه وتتمنين تحقيقه عن طريق برامجك؟
• الارتفاع بمستوى الأسرة الثقافى وتنمية الوعى الفكرى عامة.

◄ هل تستفيدين أنت فعلا من الأفكار التى ستقدمينها فى برنامج ستات البيوت؟
• أستفيد جدًا، خصوصًا أنها تعطينى فرصة كبيرة ـ برغم شواغلى ـ لمعرفة الكثير من الفوائد المنزلية والأفكار الاقتصادية.

◄ ما هى نصيحتك الشخصية لكل زوجة؟
• أن تلغي من رأسها الفكرة الخاطئة عن قسوة الحموات، وأن تعامل حماتها برقة تعوضها عما فقدته من حب ابنها واهتمامه، فهذا وحده أسلم طريقة لكسب حبها وتقدير زوجها.

◄ ما أغلى أمنياتك فى هذه الأيام؟
• أن نوفق فى تجربتنا الجديدة لنصل بالتلفزيون العربى إلى المستوى العالمى فى أقصر وقت.

(«آخرساعة» 30 مارس 1960)