«المرجيحة».. تتحول إلى آلة لإعدام| «مهند» تحول بعد لحظات إلى جثة معلقة على مشنقة.. ومحمد سقط من فوقها إلى المشرحة

الضحية
الضحية

كتب: محمود صالح

..إن سألت أي طفل عن اللعبة المفضلة التي يستمتع بها، سيقول لك دون تردد، إنها «المرجيحة»، وفي الحقيقة هي بالفعل لعبة الأطفال المفضلة، لكن على الرغم من كم التسلية واللهو التي تحمله للأطفال، إلا أنها لها باع كبير في القتل، وكم تسببت في سقوط العديد من الضحايا، وكم أنها كانت السبب في حزن أسرة كاملة على رحيل طفلها بدلا من أن تدخل السعادة على قلبه، في السطور التالية نخوض معكم في تفاصيل الوجه البشع لـ«المرجيحة»، وكيف أن لعبة اللهو الأولى أصبحت في الوقت ذاته من أشهر أدوات القتل.

داخل عزبة الزناتي، التابعة لقرية درشاي، إحدى قرى مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، وتحديدًا في الساعة السادسة بعد العصر، خرج الطفل مهند، مع شقيقه الأكبر، من البيت متجهين إلى أحد البائعين المجاورين لشراء حبل طويل.

كان الغرض من شراء هذا الحبل، أن مهند، بعد أن أنهى امتحانات الفصل الدراسي الأول، حيث أنه في الصف السادس الابتدائي، يريد أن يخرج مع أقرانه بصفة مستمرة للهو معهم في شوارع القرية، لكن والدته كانت دائمًا ما ترفض هذا الأمر، خشية أن يصيبه مكروه.

◄ الفرحة الآخيرة
المهم، كان صاحب الـ12 عامًا، بعد أن فشل في إقناع أسرته باللهو مع أصدقائه، طلب منهم السماح له بإنشاء «مرجيحة»، أمام المنزل ليلهو بها أي وقت، ونتيجة إلحاحه المستمر استجابت الأسرة لطلب «مهند»، ويا ليتها لم تستجب.

وقت أن خرج الشقيقان، إلى المحل لشراء الحبل، كان مهند في أوج سعادته، حتى أنه في طريق عودتهما حمل «مهند» الحبل بنفسه، من فرط فرحته.

بعد أن وصل الشقيقان إلى المنزل، بدأ الشقيق الأصغر في تثبيت طرفي الحبل، عن طريق ربط كل طرف بفرع مختلف في الشجرة الموجودة أمام المنزل، وعندما انتهى من تثبيت طرفي الحبل، وضع ما يشبه المخدة الصغيرة في منتصف الحبل، حتى يجلس عليها مهند، وحينئذ تصبح «مرجيحة» مكتملة الأركان أو لنقل هي كذلك.

بالفعل، فرح مهند بـ«المرجيحة»، وبدأ في اللهو عليها طيلة هذه الليلة، وعندما غلبه النوم دخل لينام، وما أن فرغ من نومه، وتحديدا في الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي، استيقظ مهند واتجه على الفور إلى «المرجيحة» ليطمئن أنها ما زالت موجودة، وأن أحدًا لم يعبث فيها، وعندما اطمئن لوجودها، انطلق مسرعًا ناحيتها، وبدأ في اللعب، للمرة الأخير.

◄ حبل الموت
كان التوقيت صباحًا، وجميع من بالبيت ما زالوا بعد في سُبات عميق، بينما كان الصغير مهند، يفتح باب المنزل متوجهًا إلى الـ»مرجيحته»، وبعد دقائق كان قد أعدها وضع في منتصف الحبل تلك الوسادة، الموجودة بجانب الشجرة، وبدأ في اللعب.

دقائق تجر في ذيلها دقائق أخرى، وفجأة علا صوت الصغير مرة واحدة، بما يشبه الاستغاثة، لكنها كانت صرخة واحدة، لم تصل لأذن من في البيت، ولم يسمعها أحد من المارة.

صرخة واحدة كانت آخر ما أطلقه مهند، بعد أن التف حبل الـ»مرجيحة» حول رقبته، وأجمع قبضته على عنقه، فخر الصغير صريعًا، خنقًا، وذهب إلى غير رجعة.

في سياق متصل، تلقى اللواء أحمد خلف، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من العميد عمرو هندي، مأمور مركز شرطة الدلنجات، يفيد بوصول، مهند.ع.م، 12 عاما، مقيم عزبة الزناتى التابعة لذات المركز، جثة هامدة اثر خنقه أثناء قيامه باللهو بالمرجيحة أمام منزله، وتم التحفظ على الجثة تحت تصرف جهات التحقيق داخل مستشفى الدلنجات المركزي، وجارٍ العرض على جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

تبين من خلال الفحص، أن مهند قام باللهو بـ«المرجيحة» وأثناء اللهو انعقد الحبل الذي يحمل الأرجوحة حول رقبته، الأمر الذي أدى إلى وفاته، تحرر محضر بالواقعة وبالعرض على جهات التحقيق قررت التصريح بدفن الجثة عقب إجراء تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها.

◄ اقرأ أيضًا | خدرا صديقهما وخنقاه بقطعة قماش.. الإعداد شنقًا لنقاش وعامل في الإسكندرية 

◄ الموت خنقًا
من محافظة البحيرة، شمال مصر، ننتقل إلى أقصى الجنوب، حيث محافظة أسوان، وتحديدًا في منطقة الناصرية، والتي شهدت هي الأخرى خلال الأيام القليلة الماضية، وفاة طفل بسبب حبل المرجيحة.
كان محمد أحمد، صاحب الـ١٣ عامًا، طفلا اعتاد منذ سنوات عمره الأولى أن يهتم بالدراسة، حتى أنه كان لا يبرح المنزل سوى إلى المدرسة، ولا يخرج من المدرسة إلا متوجهًا إلى المنزل.

ولفرطه الشديد في مذاكرة دروسه، حاول إدخال الفرحة والسرور على نفسه، فصنع له «مرجيحة» داخل المنزل؛ حتى يلهو عليها في أوقات فراغه، طالما أنه لا يخرج كثيرًا كغيره ممن هم في نفس عمره.

لكن الطريقة التي بها حاول إدخال الفرحة والسرور على نفسه، أدخل - دون قصد - ما هو سبب موته، والطريقة التي توفى بها «مهند» ابن محافظة البحيرة، هي نفس الطريقة التي رحل بها «محمد» ابن محافظة أسوان.

فـ«محمد» أيضًا، وأثناء ما كان جميع من في المنزل مشغولًا عنه، صعد على المرجيحة وبدأ اللعب، وما هي إلا دقائق وفقد اتزانه، فأمسك حبل الـ«مرجيحة» خشية السقوط، لكن قبل أن يعود إليه اتزانه، كان الحبل قد التف حول رقبته، حينها حاول الصراخ أكثر من مرة، لكن في كل مرة كان صوته وكأنه بح ولا يخرج، حتى فارق الحياة خنقًا بسبب الحبل.

تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى اللواء عاطف أبو الوفا، مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن أسوان، إخطارًا من الرائد مصطفى همام، رئيس مباحث قسم ثانِ شرطة، يفيد بوفاة طفل شنقا أثناء لهوه بالمرجيحة بمنطقة الناصرية بدائرة القسم.

بالانتقال والفحص، تبين أن الطفل الضحية يدعى محمد أحمد. أ، يبلغ من العمر 13 سنة، لقي مصرعه بعدما التف فجأة حبل المرجيحة حول رقبته، أثناء لهوه بها داخل محل سكنه المشار إليه سلفا، وجرى نقله إلى المشرحة العمومية تحت تصرف النيابة العامة والطب الشرعي ومفتش الصحة، وتحرر محضر بالواقعة.

;