إنها مصر

الرباط .. العاصمة الأنيقة !

كرم جبر
كرم جبر

أول مرة أزور الرباط عاصمة المغرب لحضور اجتماعات وزراء الإعلام العرب، باعتبار مصر رئيساً سابقاً، وتسليم الرئاسة للمغرب فى العام الجاري.. وشدت العاصمة الأنيقة انتباهى بشدة:

أولاً: النظافة الشديدة والغابات المنتشرة وسط المناطق السكنية والجو الأوروبى الرائع والأمطار الخفيفة، هى مدينة أوروبية من الطراز الأول، بل تتفوق فى كثير من الأحيان.

ثانياً: السوق القديم، ومتعة التجول فيه ليس للشراء فقط، بل لاكتشاف الطقوس الأثرية القديمة، ومتاجر الملابس التراثية خصوصاً الجلباب المغربى الشهير وصناعات الجلود المميزة.

ثالثاً: ضريح الملك محمد الخامس، روعة فى التصميم المعمارى لمهندس فيتنامى اسمه "إيريك فان تاون" وهو فى مكان مرتفع مقابل لمدينة سلا المطلة على نهر أبى رقراق بالقرب من مصبه فى المحيط، وهو مكان يجذب الأنظار بشدة لجماله وتصميمه الفريد.

أما وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربى محمد مهدى بن سعيد "مواليد 84"، فشعلة من النشاط وعنده طموح كبير بوضع المغرب فى بؤرة اهتمام الإعلام العربى فى ضوء رئاسة بلاده لمجلس وزراء الإعلام العرب فى دورته الحالية.

والوزير المغربى مؤمن جداً بالشباب ومتحمس لمشاركتهم فى مختلف مجالات العمل السياسى والاجتماعي، وخلفيته السياسية تتيح له ذلك حيث كان أصغر نائب برلمانى ورئيس للجنة الشئون الخارجية والدفاع الوطنى والشئون الإسلامية.

أما عن اجتماعات وزراء الإعلام العرب، فقد سعدت بدخول مصر المكتب التنفيذى وانتخابها نائباً للرئيس وتولى السعودية منصب الرئاسة، وتقدمت بثلاثة مشروعات للعمل فى الفترة القادمة:

الأول: خاص بوضع لائحة للضوابط القانونية والأخلاقية للمنصات الأجنبية، خصوصاً وأن بعضها يتطرق الآن لقضايا تتعارض مع مجتمعاتنا خصوصاً المثلية والتطرف والإلحاد، ولا أدرى سر اجتماع المنصات الأجنبية بنشر هذه الثقافات.

الثاني: وضع مشروع للإعلام الآمن للطفولة، وفقاً للمعايير الدولية فى ضوء المحتوى الذى أصدره المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالتعاون مع منظمة اليونيسف.

والثالث: توجيه الإعلام العربى بإبراز دور المرأة العربية وتجاربها الناجحة وإلقاء الضوء على الشخصيات النسائية المؤثرة، والبعد عن المحتوى الذى يمس مكانة المرأة وينال من دورها.

والقضية التى تشغل بال الجميع هى الثورة التكنولوجية الخامسة والذكاء الاصطناعى و"ميتافيرس"، وكما يقال فإن الانترنت والمواقع الالكترونية وغيرها، سوف تصبح موضة سخيفة بعد سنوات قليلة، بما يعنى أن القادم سوف يكون مذهلاً، إذا لم يتم تداركه منذ الآن.

على سبيل المثال، ففى مجال الإعلام هناك وظائف كثيرة مرشحة للاختفاء بسبب الثورة التكنولوجية، ووظائف جديدة تبدأ فى الظهور، ومن الضرورى حسن استثمار طاقات الدول والشباب وتأهيلهم للوظائف القادمة، بدلاً من إهدارهم فى دراسات ليس لها مستقبل.

القضايا كثيرة والتعاون العربى مهم وحتمي، فلن تستطيع دولة بمفردها أن تواجه المتغيرات السريعة.