بسم الله

الرقمنة والميكنة !

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

خطت مصر خطوات كبيرة فى رقمنة وميكنة الأعمال والخدمات، بل وأصبحت لها معاهد وجامعات خاصة بالذكاء الاصطناعى وتعليم النظم والمعلومات. ونتيجة ذلك توفير كافة الخدمات والأنشطة الحكومية من خلال الكمبيوتر. وفى السنوات الأخيرة حدثت معجزات لم تكن تحدث إلا بالعقلية الحكومية المرنة. وأعتقد أن وزارات عديدة تحدت نفسها وتنافس على الريادة فى ذلك مثل مجلس الوزراء «بوابة مصر الرقمية» ووزارات كالداخلية والاتصالات والدفاع والصحة وغيرها. يمكنك استخراج مستندات وشهادات تحتاجها من خلال الكمبيوتر.

إلا وزارة التعليم !، مازالت تطبق المثل الصارخ لـ «عبد الروتين» أو ما نطلق عليه فى هذا الزمان «دوخينى يا لمونة» كما يقول القارىء العزيز لواء شرطة بالمعاش هشام صبرى: فى التعامل مع وزارة التربية والتعليم، إذا أردت نقل أحد أبنائك من مدرسة الى أخرى ، ولا سيما إذا كانت تتبع منطقة تعليمية أخرى فقد وقعت فى الفخ!. تذهب لمدرسته الأصلية لتقديم طلب سحب أوراقه وتحرير خطاب للمدرسة الجديدة لاستطلاع رأيها فى قبول الطالب من عدمه. ستأخذ الجواب وتتوجه به إلى المدرسة الجديدة للحصول على الموافقة على النقل. إذا وفقك الله وحصلت على الموافقة فعليك العودة للمدرسة الأصلية لسحب ملف الطالب. ثم عليك التوجه إلى المنطقة التعليمية التى تتبعها المدرسة الأصلية للحصول على الموافقة على النقل. ثم عليك التوجه للمنطقة التعليمية التى تتبعها المدرسة الجديدة لتوثيق طلب النقل والحصول على خطاب للمدرسة الجديدة المنقول لها الطالب بقبوله. ثم تذهب للمدرسة الجديدة بالخطاب، واستكمال باقى الإجراءات!. بأى منطق يتم هذا التعذيب للناس فى هذا الجو الحار جدًا ونحن فى عصر الإنترنت.

أليس من الممكن من خلال الإنترنت الحصول على كل هذه التوقيعات والموافقات إلكترونيًا؟ ورسالتى للوزارة نحن فى الجمهورية الجديدة ونطبق مبدأ «الحياة الكريمة للمواطن» وتعنى التسهيل والتخفيف من الروتين القاتل والبيروقراطية العتيقة. وعلى رأى عمنا الراحل فؤاد المهندس «مش كده ولا ايييه!؟».
دعاء: اللهم احفظنا