منذ بداية عملي في الصحافة تعلمت إنه لا يجوز على الإطلاق، ومن غير اللائق، ولا الأدب، ولا من أخلاق مهنة الصحافة والإعلام، نشر معلومة أو تصريح ما، جاء في إطار حوار أجريته مع أحد الفنانين وطلب مني بعد الحوار عدم نشر هذا التصريح أو حذفه لشعوره إنه قال ما كان يجب ألا يقوله، أو لأي أسباب أخرى تخصه، حتى وإن كان هذا التصريح سيثير ضجة، ولن أقول سيحقق “التريند”، لأن هذا المصطلح لم يكن قد ظهر - ويا ليته لم يظهر - ورغم أن الحوار يكون مسجل، إلا أنني كنت استجيب على الفور لهذا الطلب واحذف كل ما يريد الفنان حذفه من الحوار، ولازال هذا يحدث إلي الآن، وهناك فنانين في أثناء الحوار معهم يتحدثون في أمور عديدة ويكشفون عن أسرار تخصهم، لكن يكون ذلك بعيدا عن الحوار الصحفي، بالتالي لا يمكن مهنيا أو أخلاقيا نشر حرف منه، بل أنني احذف كثيرا أجزاء من حوارات مع بعض الفنانين دون أن يطلبوا ذلك، عندما أشعر أن أحدهم قال بدون قصد وبدون إدراك بعض العبارات غير لائقة، او التي يمكن أن تتسبب في مشكلات له مع البعض، أو التي يمكن أن تسيء له، وهناك غيري الكثيرين يفعلون ما أفعله، لأن هذا هو الطبيعي والمفروض، لكن مع الأسف هناك من يعملون في الصحافة والإعلام دون أن يعرفوا أي شيء عن أخلاقيات المهنة، ولا يعرفون شيء عن الأخلاق بشكل عام، ويخالفون كل يوم ميثاق الشرف الإعلامي، وينصبون الفخاخ لضيوفهم، أو يجرون معهم حوارات للحصول علي أي شيء يحققون من خلاله “التريند”، أو يعتمدون على تناول موضوعات تافهة ورخيصة ليس لها قيمة أو أهمية، أو يصرحون بأراء أكثر تفاهة لأنهم يشعرون أن هذا سيثير ضجة حولهم، ولا أعرف ما الذي حدث في الحياة والأخلاق والضمائر لنصل إلى ما نشاهده الآن في الإعلام، وليس بالتأكيد في كل الإعلام، لكن أغلبه مع الأسف، لهذا يجب أن تتدخل نقابة الإعلاميين، ويكون لها دور قوي ومؤثر لوقف هذه المهزلة التي أصبحنا نشاهدها بشكل يومي في العديد من البرامج، خاصة أن من أهم شروط النقابة بالنسبة لأعضائها أو لمن يحصل على تصريح مؤقت لمزاولة المهنة، الإلتزام بميثاق الشرف الإعلامي، والإقرار بذلك عند التقدم لعضوية النقابة، وهو ما لا يحدث ولا يلتزم به الكثر من الذين يعملون في الإعلام الآن.
قلب جرىء
«التريند» أهم من الضمير
