من وراء النافذة

احتيال أونلاين

هالة العيسوى
هالة العيسوى

حذار من الانزلاق فى فخ الشراء من المواقع الإلكترونية المجهولة، والهرولة خلف الإعلانات المضللة وإغراءات العروض والتخفيضات والتصفيات، ولاسيما لو كان الدفع مسبقًا عن طريق الكروت الائتمانية قبل الاستلام ومعاينة السلعة. والأدهى لو كان الموقع خارج مصر، والدفع بالعملة الصعبة.

فى مصر تطاردنا الإعلانات فى وسائل التواصل الاجتماعى عن منتجات مجهولة المصدر، وحين تدقق بالسؤال عن المواصفات قد تأتيك إجابات مبهمة، أو قد لا تأتيك مطلقًا. تزداد الخطورة مع المنتجات الغذائية المصنوعة منزليًا، والمنتجات الطبية وأخص بالذكر أنواع من الأدوية أو التركيبات يفخر بائعوها بأنها من ابتكارهم، ويتمادى التضليل بالزعم بأنها منتجات من مواد طبيعية وليس لها أضرار على الصحة العامة، ويتواصل معك أشخاص مجهولون ينتحلون صفة الطبيب أو الصيدلى، وهم لا يعدون أن يكونوا مجرد باعة جائلين متسترين خلف لوحة المفاتيح.

ولو سألت عن ترخيص وزارة الصحة تجد التهرب من الإجابة، أو الكذب بادعاء أن الدواء أو التركيبة منتج بالخارج لكنه معبأ فى مصر! وستجد أن هذه المنتجات المجهولة متوفرة أونلاين فقط وليس فى الصيدليات، أو السوبر ماركت أو المتاجر المتخصصة، بما يتيح لك معاينة المنتج وجودة الصنع والخامات قبل الشراء. ولو «استنصحت» وراجعت تعليقات العملاء السابقين لواجهت كتائب إلكترونية تشيد بالمنتج وبصاحبه وتشكره على إنقاذه لهم من أزمتهم الصحية المزمنة التى لم ينفع معها علاج أو جراحة أو حتى استبدال مفصل!

ازدهر التسوق الإلكترونى فى  العالم كله إبان فترة الكورونا، نظرًا للكساد الذى تزامن مع الإغلاق وحظر التجوال. لدرجة أن بعض كبريات العلامات التجارية أغلقت متاجرها الشهيرة وتحولت إلى البيع أونلاين. 

مؤخرًا كنت على وشك التعرض لأكبر عملية احتيال فى التسوق الإلكترونى من الخارج، حين طاردتنى إعلانات على الفيس بوك لسلع تبدو رائعة فى الصور، ومنخفضة الأسعار بشكل مبالغ فيه. ولولا أن الموقع لم يحدد أسعارًا بالعملة المصرية دونًا عن عملات العالم كله بما فيها الأفغانية والبنجلاديشية، وخوفًا من أعباء إضافية لو تم تحويل المبالغ المطلوبة بالدولار أو الاسترلينى من بطاقتى الائتمانية ذات الجنية المصرى، لوقعت فى الفخ. وهنا تكمن ميزة الشراء من الخارج، فهناك توجد آلية أتمنى تطبيقها هنا فى مصر تتابع مواقع البيع الإلكترونى المشبوهة وتقوم بتحذيرك عند محاولة الدخول على أى من هذه المواقع. فقد طلبت من صديقتى المقيمة بالغرب أن تطلب هى هذه المشتريات من بلد إقامتها. وبالفعل دخلت على رابط المتجر، لكنها فشلت فى تحديد السلع المطلوبة، فقد ظهر لها تحذير من هذا المتجر المشبوه، وعددوا لها أسباب تحذيرهم من هذا المتجر تحديدًا، ونصحوا زبائن هذا النوع من التسوق بتوخى الحذر من المتاجر الجديدة عبر الإنترنت  التى تقوم بالبيع بخصم كبير، ولكن معظمها عبارة عن عمليات احتيال. لذلك، من الأفضل الابتعاد عن المتاجر الجديدة عبر الإنترنت أو على الأقل إجراء بعض الأبحاث قبل شراء شيء منها لأن معظمها لا يسلم البضاعة لعملائه، أو يسلم عناصر مختلفة تمامًا  أو منخفضة الجودة. حتى أن بعض المتاجر  الإلكترونية المخادعة فرضت رسومًا عشوائية على بطاقة الائتمان الخاصة بالعملاء دون موافقتهم.