صدى الصوت

أيام المصير

عمرو الديب
عمرو الديب

آلاف الأميال تفصلنا عن جادة الطريق الموصلة إلى مرافئ الأمان والوفرة، والخطى تائهة تضرب فى المفاوز الشاسعة، والفجاج الموحشة والأعمار تتبدد، والأحلام تنزف على الرمال الصامتة، والسعى دوما لايصل إلى شئ ذى بال، والمسارات تدور وتلف ولا تؤدى إلى منتهى، بل مراوحة فى المكان او تقهقر  عن تلك النقطة الآسرة..

الأوطان تئن فى ذلك التيه الرهيب.. لا تجد مبتغاها، ولا تصل إلى أهدافها حتى جاء ذلك اليوم الموعود الفارق فى حياة الشعوب والأمم يوم الثلاثين من يونيو ، إذ فجرت الأرض ينبوعها، وأخرجت ناسها يتدفقون على طريق الخلاص والتحرر من الظلمة الكثيفة والعثرة القاتلة، ويلوح وجه الفارس يضئ بالأحلام والآمال والإصرار على هداية خطوات الملايين إلى الجادة التى لطالما تطلعت بلادنا المكدودة إلى العثور عليها، والمضى فى استقامتها، وسوائها، خطوات الملايين وجدت طريقها، واهتدت إلى مسارها انطلاقا من نقطة الثالث من يوليو التى تحل اليوم ذكراها، حيث بدأت بلادنا - بقيادة بطلها القومى الرئيس عبد الفتاح السيسى والذين معه- رحلة الألف ميل، بل قل المليار ميل .. ولكن هذه المرة سلكت جادة الوصول الحقيقية بعيداً عن تجار الأديان، ومحترفى الخطابة، واللاعبين بالسياسة والعابثين بمشاعر الجماهير من زعماء الارتزاق والباحثين عن السلطة والثراء ..

ارتسم الثالث من يوليو عام 2013 بعد طوفان الثلاثين من يونيو علامة فارقة فى حياة أمتنا، ونقطة فاصلة فى مسيرتها، فها هى ذى بلادنا المضناة بالتيه وباستنزاف العمر والجهد، وتيبس الأحلام تجد طريقها، وتضع عليه أقدامها وتستشعر الإرادة الفولاذية كى تمضى على جادة الصواب الموصلة، وهى تحمل بوصلة قائد وزعيم تماهى مع نبض وطنه، وتطلعات أمته، وقد انطلق لا يلوى على شئ فى طريق الخلاص نحو المرافئ المشتهاة والآمال العذبة المرتجاة .. وما بين الثلاثين من يونيو، والثالث من يوليو2013 أيام معدودات، ولكنها جاءت فاصلات استنقذت خطانا، وأهدتنا اتزاننا، وأرشدتنا إلى غاياتنا، وأكدت لنا أنه مهما بدا الطريق شاقا طويلا مليئا بالهوات والحفر فإن الوصول إلى غاياتنا أمر حتمى، لأننا نسير فى الاتجاه الصحيح، ومعنا البوصلة التى تدلنا على المسالك، وتجنبنا المهالك، وقد وصلت رحلتنا الشاقة بالفعل إلى مشارف تحقيق الحلم فى الظل الوارف لجمهوريتنا الجديدة.. ثمرة كفاح يونيو، وعزيمة يوليو.