أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: مصر اليوم في «عيدين»

عصام السباعي
عصام السباعي

يتزامن عيد الفداء والتضحية مع ذكرى ثورة 30 يونيو، يوم النصر والفخر ببلادي وأهل بلادي وجيش بلادي، يوم نسى المصريون كل شىء إلا مصر، وضحوا بكل الأشياء من أجل الوطن، تجاوزوا مصالحهم الضيقة، وأصبحوا يدًا واحدة فى وجه الاستبداد، كانوا قبضة تضرب قلب تلك العصابة، وصرخة موحدة ضد حكم تجار الدين.

وكم أشعر بالفخر بجيش بلادى الذى انحاز كعادته للشعب، وشرطة بلادى التى لم تتقاعس لحظة عن مهمتها فى حفظ الأمن وتوفير الطمأنينة على كل شبر من أرض الوطن، ويرفع الجميع رايات التضحية والفداء، وهم يقدمون أرواحهم من أجل حماية الوطن والمواطن، مهما كان الثمن، وهل هناك أغلى من الروح يمكن أن يقدمها إنسان فى مواجهة أعداء الوطن من  قوى الشر من المتطرفين والإرهابيين وتجار السلطة والدين وكل الأعداء باختلاف أشكالهم ومواقع تواجدهم.

وعندما يهل علينا 30 يونيو من كل عام أشعر بالفخر لأننا حققنا المستحيل، ليس فقط لأننا تخلصنا من تلك العصابة وما كان وراءها من أهداف ومقاصد تستهدف قلب الوطن، ولكنه ذلك المستحيل الذى يظهر فى عدة أزمات وعقبات نجحنا فى تخطيها، حتى بدأنا فى طرق أبواب الجمهورية الجديدة، والنجاحات كثيرة بعد مرور 10 سنوات على ثورة إنقاذ الوطن، ولا يخلو قطاع من ثورة لإصلاح ما فيه، وتنظيفه مما علق به على مدار عقود طوال مضت، وكانت نجاحات الثورة ضخمة، وكان أعظمها التخلص من تلك العصابة.

حققنا العديد من النجاحات التى لا ينكرها سوى جاحد، فقد انتصرنا على الإرهاب وكم كان شره مستطيراً، وحققنا نقلة هائلة فى البنية الأساسية والصحة والتعليم، والنظافة، وكم كان حالها فقيرًا وضئيلًا، واستطعنا عبور النفق الاقتصادى شديد الظلمة، وكم كان حالنا صعبًا، أقمنا المشروعات فى كل قطاع، حققنا معدلات اقتصادية استحقت الإشادات، وبفضلها تجاوزنا أزمات كباراً مثل وباء كورونا العالمي، والحرب الروسيـة الأوكرانية، والتضخم العالمي وانسداد سلاسل الإمداد والتوريد، ورغم كل العقبات صعدنا درجات على طريق جودة الحياة فى كل شبر على أرض مصر.

عندما يأتى 30 يونيو أتذكر ما كان، وأعاين ما نحن فيه.. وأشعر بالفخر ببلادى ورئيس بلادى وجيش وشرطة بلادي، وعندما يتزامن مع عيد الأضحى عيد التضحية والفداء، يزداد فخرى بكل شهيد ضحى من أجل الوطن وفداه بروحه ودماه، ولا يمكن أبدًا أن ننسى تضحياته النبيلة مهما مرت السنوات، فهم شعلات تنير قلب الوطن، ليظل نورها وهّاجا مادامت على أرض مصر حياة، وسيرتهم صراطًا لا نحيد عنه فى حب مصر وفداها والتضحية من أجلها بكل غال ونفيس.

كل سنة وكلنا بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك وذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة.
ودائماً ودوماً وأبداً .. تحيا مصر.

◄ بوكس

الشائعة تقتل مثل الرصاصة..
كن حكيماً
ولا تصدق
إلا بعد أن تتحقق!