أمنية

يوم الامتحان

محمد سعد
محمد سعد

مشاعر متباينة وعميقة تمر بها اكثر من ٧٨٠ ألف أسرة مصرية هذه الأيام، فبين القلق والتوتر والرهبة تأتى الأيام سريعا وعجلة الزمن تسرع فى دورانها، حتى نصل إلى نهاية العام الدراسي، وتدق امتحانات الثانوية العامة -المرحلة الأصعب من عمر الزمن- الأبواب، وتخيم على المصريين بكل منغصاتها، فلا تجد بيتًا واحدًا به طالب فى هذه المرحلة إلا وعمَّت فيه مشاعر الخوف على مستقبل أولادهم، فهذه الساعات تتحدد فيها المصائر. وأقوال لأبنائنا إياكم أن تخافوا شيئا قبل حدوثه،

لا تتخيلوا واصرفوا أفكاركم وخوفكم عن الغيبيات فهى فى علم الله، واعلموا أن البلاء إذا نزل على العبد ينزل معه اللطف، فإذا تصورتم البلاء قبل أن يقع فقد استقبلتم البلاء بدون لطف وأهلكتم أرواحكم، واطمئنوا فإن الله اختار لكم الأفضل وقسم لكم رزقكم ورسم لكم مستقبلكم، وهو عليكم هين. سيمنحكم الله قدر مجهودكم وعملكم، النتيجة هى عنوان الحقيقة لا محالة ومجهود الطالب طوال العام،

وتعكس قدراته ولا يجب أن نضغط عليه ونطلب منه أكثر من قدراته؛ ولذلك يجب على الأهل محاولة ضبط النفس والتعامل بحكمة عند ظهور النتيجة، وعدم تعنيف الطلاب، حتى لا يدفعهم الأمر للانتحار والتخلص من حياتهم، أو أن يعيشوا محطمين بلا هدف، لأنه وببساطة نتيجة الثانوية العامة ليست نهاية المطاف والنجاح الحقيقى ليس فى الكلية التى يلتحق بها الطالب وإنما النجاح فى الحياة العملية، فاصنع إنجازًا ولو بسيطا يوميًا بالمذاكرة والجد، لتقضى على الشعور بالتوتر وخذ دفعة نحو الأمل والإنجاز، لحين معرفة النتيجة التى بالتأكيد ستأخذك إلى المكانة التى تستحقها. ‏وإلى الطلاب وأهلهم نصيحة أخيرة من القلب يوم النتيجة أحسِنوا استقبال قدر الله واختياره فالدنيا مليئة بسعداء وعظماء ليسوا جميعا مهندسين ولا أطباء، آمنوا بالقسمة، وبعدل الله، لأن كل شيء زائل، وكل ما ذهب من يديك لم يكن فى الأصل لك والله كان به عليما.