مشوار

غرور الإنسان «الطريق» إلى الكارثة

خالد رزق
خالد رزق

فتح غرق غواصة النزهة -الأكثر تطوراً تايتن التى كانت تقل 5 من أثرياء العالم فى رحلة لاستكشاف موقع حطام سفينة الركاب الأشهر فى التاريخ تايتنك التى غرقت بالمحيط الأطلنطى فى أولى رحلاتها البحرية عام 1912 إثر اصطدامها بجبل جليدى- أبواب الجدل حول مبلغ أمان الغواصة و ما إن كانت مرت بإجراءات فحص الأمان قبل الانطلاق برحلتها التى انتهت إلى الكارثة التى شغلت العالم منذ أن انقطع الاتصال بها و إلى أن تأكد انفجارها فى نقطة من المحيط قريبة من موقع السفينة الغارقة..

تفسيرات وتأويلات كثيرة خرجت من علماء ومتخصصين بشأن الأسباب التى أدت إلى وقوع الحادث ما بين حديث عن اختلال فى نظام موازنة ضغط الهواء الداخلى بالغواصة و حتى تعرضها لعمل تخريبى، و لكن وبعيداً عن كل ذلك استرعى انتباهى أن الغواصة حملت اسم تايتن وترجمته العربية هى عملاق جبار وهى نفس الترجمة لاسم السفينة السياحية الهائلة تايتنك التى غرقت قبل أكثر من قرن من الزمان، والاسمان كما هو واضح يعكسان اغترار الإنسان بما حققه من إنجاز علمى وهندسى ظن أنه قادر به على النجاة من تصاريف القدر..

وسفينة الركاب العملاقة تايتنك التى جرى بناؤها فى ترسانة بإيرلندا لتكون تحفة هندسية تنتسب لإنجلترا ودرة التاج فى الأسطول البحرى العالمى باعتبارها الأضخم والأفخم والأحدث فى زمنها، قال صناعها إنها قادرة على قهر المحيطات كلها وإنه ليس من الممكن أن تغرق أبداً وهكذا روجوا لرحلاتها السياحية المترفة ولهذا تسابق أثرياء العالم على الفوز بمكان فى أولى رحلاتها التى انطلقت من لندن ولكنها لم تصل بهم أبداً إلى نيويورك ولكن استقرت بأكثرهم فى قاع المحيط بعد أربعة أيام من بدء رحلتها وخلال ساعتين فقط تليتا اصطدامها بالجبل الجليدي.. ذكرنى حادث السفينة تايتنك «جبار» وسميتها الغواصة تايتن بحادث المكوك الفضائى الأمريكى الأشهر تشالنجر الذى وقع عام 1986، كان المكوك والترجمة العربية لاسمه «المتحدى» مصدر زهو علماء ناسا الأمريكية و فى رحلته العاشرة وقعت الكارثة التى كبحت جماح البرنامج الفضائى الأمريكى و بقى تأثيرها عليه مستمرًا حتى اليوم.
هل هناك علاقة بين المسميات التى تعكس غرور البشر والكارثة؟؟ أعتقد نعم فمن هو الإنسان الذى يصنع جباراً ليبقى ومن يتحدى.