بدون تردد

التناقض الأمريكى

محمد بركات
محمد بركات

فى تصريح نرجو أن يكون متطابقا وصحيحا مع ما يحمله من مغزى ومعنى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية «ماثيو ميلر» إن وزير الخارجية الأمريكى «انتونى بلينكن» ركز خلال الأتصال الهاتفى الذى أجراه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» على ضرورة وفاء إسرائيل بالتعهدات التى قطعتها على نفسها فى الاجتماعات الإقليمية، التى عقدت فى العقبة وشرم الشيخ، وضمت مسئولين إسرائيلييين وفلسطينيين وأمريكيين، وتعهدت فيها إسرائيل بتجنب اتخاذ إجراءات تقوض آفاق «حل الدولتين».

ومغزى ومعنى هذا التصريح واضح فى تأكيده على أن الولايات المتحدة الأمريكية مهتمة بل وملتزمة بتحقيق «حل الدولتين» بالنسبة للقضية الفلسطينية التى هى جوهر وأساس الصراع فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.

ولأن المغزى والمعنى واضحان، فقد قلنا نرجو أن يكون التصريح الذى قاله المتحدث صحيحا ومتطابقا مع ما يحمله أو يقوله من مغزى ومعنى،...، لأننا فى الحقيقة لا نجد فعلا أمريكيا أو أى إجراء أو حتى موقف، يؤكد أن هناك حرصا أو التزاما فعليا أمريكيا بتحقيق حل الدولتين أو حتى السعى لتحويله إلى واقع.
بل على العكس من ذلك تماما نجد صمتا أمريكيا مستمرا، على كل الإجراءات الإسرائيلية لهدم وتقويض فكرة ومبادرة حل الدولتين،...، بل الأكثر من ذلك نجد أفعالا ومواقف  أمريكية للدفاع عن إسرائيل وحمايتها من أى عقوبات دولية تتعرض لها فى مواجهة عدوانها المستمر وممارساتها العدوانية والإرهابية ضد الشعب الفلسطينى.

كما نجد سعيا أمريكيا مستمرا لتكريس الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية المحتلة، واعترافا أمريكيا بواقع الاحتلال وضم الأراضى فى الضفة والجولان، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وكلها أفعال ومواقف وتصرفات تتناقض وتتعارض فى المغزى والمعنى مع ما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية. وتتعارض معه.