من الآخر

د. أسامة أبوزيد يكتب: السيناريو المعتاد.. صيفا !

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

أكتب لحضراتكم من الأراضي المقدسة السعودية ملبياً نداء ربي ومؤديًا مناسك فريضة الحج داعياً المولى عز وجل أن يحفظ مصر بلدنا وينعم عليها بالأمن والاستقرار وأن يرزقكم الخير والراحة والصحة والسلام.  

■ الأهلي استحق التتويج بدوري الأبطال .. وفي الطريق للفوز ببطولات جديدة

انتهت بطولة أفريقيا، وفاز الأهلي باللقب عن جدارة، ونتيجة لعدم وجود منافسات محلية، ظهرت ملفات شائكة على الساحة.. الملفات إما «مزقوقة» أو مصدرة لآخرين.. وهناك إعلاميون يملأون هذا الفراغ الفضائى بملفات تكشف عن فشل ذريع وغياب المهنية وإظهار أن هؤلاء يعتقدون أن الظهور على الشاشة خفة دم وتسلية، لا يعرفون للأسف أن تناولهم الخاطئ يؤثر على الحالة المزاجية للملايين من عشاق الساحرة المستديرة، ولذا فإن الرقابة مطلوبة وضبط النفس مطلوب.

سعادة الأهلي باللقب الأفريقي الحادي عشر كانت كبيرة ومختلفة هذه المرة لدرجة أن وليد صلاح الدين نجم الأهلى الموهوب الأسبق والمحلل البارع  سمعته يتحدث فى إذاعة الشباب والرياضة أن الأهلى عندما كان يفوز أيامه  فى وجود زميله هادى خشبة لا يجدان وقتاً للفرحة عقب الحصول على لقب مع الفارس الأحمر وبمجرد انتهاء البطولة يبدأ التفكير فى الجولة التى تليها.. هذه المرة - البطولة الأفريقية الحالية على حساب الوداد المغربى- كانت الفرحة عارمة والرقص  كبيرة جداً.. انطلقت من ملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء إلى مطار القاهرة وقد يكون سبب تلك الفرحة الكبيرة الضغوط التى عاشها اللاعبون قبل النهائى بعدما خسروا أمام الوداد فى النسخة الماضية وبكازابلانكا أيضاً بهدفين ولكنهم عادوا وأحرزا اللقب رغم أن بطل المغرب ظل متقدماً حتى الدقيقة 75 وكان اللقب قريباً من البقاء مع الأشقاء.

ما قاله وليد صلاح الدين فى الإذاعة بالتأكيد هو سر نجاح منظومة الأهلى التى تربى اللاعب على أن المركز الثانى ليس موجوداً فى قاموس القلعة الحمراء وأن الشبع من الفوز بالبطولات والألقاب والمستحيل ليس أهلاوياً.. هذه أيضاً رسالة لأندية أخرى تبحث عن الوقوف على منصات التتويج.

الأهلي أمامه تحد جديد فى الدورى الذى اقترب من حسمه بنسبة مؤكدة وبفارق كبير من النقاط عن أقرب منافسيه ولن يكون الفوز باللقب المحلى المفضل لأبناء القلعة الحمراء نتيجة لادعاءات مجاملات التحكيم أو دعم الإعلام ولكنه نتيجة لرغبة جامحة وحافز من الفارس الأحمر لاستعادة اللقب الذى ظل فى ميت عقبة عامين.

لاعبو الزمالك يعانون من لامبالاة رهيبة وصلت إلى حد البرود وعدم الاكتراث بمشاعر الجماهير البيضاء الوفية التى احترقت أعصابها وهى تشاهد الفريق يتلقى الهزيمة تلو الأخرى دون أن يحرك لاعبوه ساكناً رغم دعم الإدارة فى بداية الموسم بلاعبين وصفقات للحفاظ على اللقب للعام الثالث على التوالى ولو حدث ذلك لكان حدثاً تاريخياً غير مسبوق.

قلة الموارد وتجميد أرصدة الزمالك بالبنوك لعبت دوراً واضحاً فى عدم الاستقرار فى القلعة البيضاء خاصة أن الالتزامات كبيرة ومن يستطيع أن يقود المركب فى ظل هذه الظروف العصيبة بالتأكيد بطل خاصة أنه يعافر من أجل اقتناص لقب أو بطولة ولذلك أتفهم وأعذر اللاعبين الذين لم يحصلوا على رواتبهم لشهور عديدة ولكن تبقى دائماً الكرة فى أقدام اللاعبين هم القادرون على وضعها فى الشباك لتنطلق الآهات فى المدرجات وهم أيضاً من يضعونها خارج التلات خشبات لتصب الجماهير على الإدارة اللعنات.

الحدوتة معقدة وما تفعله الإدارة البيضاء ومناخ التربص غير الطبيعى من أبناء الزمالك أنفسهم، على النقيض نجد استقراراً غير عادياً للأهلى الذى سيبدى تحدياً كبيراً فى مونديال الأندية ديسمبر القادم بالمملكة العربية السعودية خاصة أن البرونزيات الثلاث التى أحرزها أصحاب الرداء الأحمر جعلت الطموح يزيد والرغبة فى الفوز باللقب أو على الأقل بلوغ النهائى موجودة خاصة أن اقتناص اللقب العالمى فى وجود مانشستر سيتى الإنجليزى الرهيب ومدربه جوارديولا الداهية ونجومه الرائعين البلجيكى دى بروين والبرتغالى برناردو سيلفا والألمانى دوندوجان  والحريف الجزائرى رياض محرز وماكينة الأهداف النرويجية  هالاند يبدو صعباً ولكن ليس مستحيلاً والأهلى بإمكاناته وقدراته الفنية يستطيع أن يتأهل للنهائى وتقديم عروض قوية تمتع جماهيره الغفيرة.
الأهلى دائماً ما ينجز ملفاته أولاً بأول فى التعاقدات الجديدة والتجديد للمدرب كولر الذى أرى أنه لا يوجد مبرر للاستعجال خاصة أن الكرة فيها متغيرات كثيرة والسويسرى موفق للغاية والميركاتو الصيفى سيكون ساخناً جداً لأن الأهلى لن يترك بعض المراكز دون تدعيم والزمالك بدأ تحركات كبيرة من أجل تصحيح الأوضاع وأن الإبقاء على العناصر المتميزة مثل زيزو والجزيرى وفتوح وصبحى والسير فى الاتجاه الصحيح لإعادة الفارس الأبيض لحصد البطولات لأن الكلام على بيع أو السماح برحيل أى من القوام الأساسى بمثابة الانتحار الفنى.. الزمالك مع إدارة قوية ومساندة الجماهير ورغبة لاعبين فى الانتفاض لأنفسهم وناديهم وإسعاد جماهيرهم بالعودة وبقوة.

الزمالك أيضاً أمامه اختبار صعب فى البطولة العربية مع الوضع فى الاعتبار أن الأداء حالياً يخوف والمدرب لم يرم بياضه بقوة ولكن لديه رغبة فى النجاح وعنده أفكار كروية لن يستطيع تطبيقها وتحقيق الأهداف المرجوة منها إلا بتوفير قماشة من اللاعبين تمتلك مواصفات خاصة.. وهنا سيفتح الأبيض أبو خطين حمر مدرسة الفن والهندسة من جديد.

■■■ 

◄ هزار ليس فى مكانه

الإعلام بمختلف وسائله الفضائى والمسموع والمقروء يجب أن يراجع نفسه وحساباته لأن الوضع أصبح يسير من سيئ الى أسوأ خاصة عندما يتعلق الأمر بالشخصنة والنفسنة وتصفية الحسابات والبحث عن التريند فى التناول.. على المستوى الشخصى بحب مهيب عبدالهادى مقدم برنامج اللعيب بقناة أم بى سى مصر الفضائية وأعرف جيدا أنه يمتلك علاقات قوية بجميع اللاعبين وقريب منهم وأنه واحد من المطبخ الكروى وأنه وصل إلى ما وصل إليه بعد رحلة تعب ومن تحت- زى ما بيقولوا- ولكن ما حدث فى «حدوتة» التونسى إلياس الجلاصى يؤكد أن خفة الدم ليس مكانها الهواء وإن كان مهيب عاد واعتذر لإدارة وجماهير المصرى واللاعب ولكن إيقاف البرنامج خطوة فى إعادة بوصلة الإعلام الرياضى إلى الطريق الصحيح.
من الآخر نصيحة لمهيب الهزار والاستخاف ليس محله أمام الشاشة أبداً.

■■■ 

◄ نداء للوزير

أناشد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة التدخل لوضع تسعيرة للاعبين فى كل الألعاب لأن عدوى كرة القدم أصابت اليد والطائرة والسلة وأصبحت عقود اللاعبين خيالية وتفوق إمكانات الأندية التى تعاني وستعاني فى المستقبل من قلة الموارد وزيادة أسعار اللاعبين غير الطبيعية لأن هناك نهجاً جديداً مضمونه «اللى معاه يشيل ويخطف» وكأن الرعاية ليس لها ثمن.. لا أعرف الطريق الأقصر لإيقاف هذا السرطان فى ظل تبنى البعض عن الاحتراف وبزيادة أسعار اللاعبين والمدربين ولكن وجود سقف أو تسعيرة الحل الأمثل.. أعلم جيداً مدى الجهد الكبير الذى يبذله معالى الوزير فى كل الاتجاهات وأثق تماماً أنه قادر على فك الشفرات المعقدة لأنه ببساطة على دراية تامة بالأوضاع والألاعيب والحيل وأنه قدها وقدود.

◄ رسالة

نصيحة لكل المسئولين فى الأسرة الرياضية : زمن العيش والملح انتهى.. واتق شر من أحسنت إليه، ولا تتعشم فيمن حولك أكثر من اللازم لأن القصة و«الحدوتة» مصلحة فقط لاغير.. وعند الأزمات المفتعلة تسقط الأقنعة ويظهر كل بنى آدم على حقيقته للأسف.


 

;