أما قبل

أبوريدة ولقجع ومجلس التحرير

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

لم يكن سهلا أبدا على الأهلى اقتناص الأميرة من أرض الملك.. مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، لكن روح الفانلة الحمراء واستحضار لاعبى ومدرب بل وجمهور الأهلى شخصية البطل وثقافته قادت بطل مصر للتتويج بدورى أبطال أفريقيا عن جدارة انفجرت معها موجات الفرح والسعادة والاحتفال فى جميع ربوع البلاد بل وفى كثير من الدول العربية..

 جدارة الأهلى بالتتويج ارتقت لدرجة التقدير الرئاسى رفيع المستوى وهنأ الرئيس عبدالفتاح السيسى لاعبى الأهلى ومدربيهم وجماهيرهم بهذا الانتصار الكبير مثمنا الروح العالية والإصرار على الفوز فى أداء الفريق..

تكرار المواجهة مع بطل المغرب فى النهائى ثم بقاء لاعبى الأهلى الدوليين التسعة بالمغرب لينضموا لبعثة المنتخب الذى طار للمغرب للقاء غينيا التى اختارت مراكش ملعبا لها شأن الكثير من دول القارة التى قبلتها الرياضية الأولى هى المغرب والتى تستعد بدورها لاستقبال بطولة الأمم الأفريقية تحت ٢٣ سنة المؤهلة للأوليمبياد.. اشمعنى المغرب؟!

السؤال الأخير لفت نظر الزملاء بمجلس تحرير جريدتنا الأخبار فى الاجتماع الصباحى بالأمس وناقشوا أسباب هذا الحضور المغربى الطاغى تنظيما واستضافة وتفوقا لفرق ومنتخب المغرب الذى أدهش العالم فى المونديال الأخير بالدوحة وحل رابعا بعروض مذهلة..

واقترح الزملاء على الزميل العزيز الأستاذ فرج أبوالعز مدير التحرير التنفيذى ورئيس الاجتماع ضرورة إجراء حوار مع المهندس هانى أبوريدة عضو تنفيذية الفيفا وزميل المغربى فوزى لقجع لسؤال عن تفسير لهذا التفوق والحضور المغربى الكبير وأين هو.. بل وأين نحن منه..؟

الناظر لنهضة المغرب الكروية يدرك جيدا وبلا نقاش أن عمود الخيمة فيها هو فوزى لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية «اتحاد الكرة المغربى» عضو تنفيذية الفيفا والكاف والشخصية النافذة التى كررت تجربة الجزائرى محمد روراوة.

ويسير على نفس الدرب وبقوة حاليا السنغالى أوجستين سينجور رئيس اتحاد الكرة فى بلاده وعضو الكاف البارز بتجربة حصد فيها الفهود كل بطولات منتخبات القارة رجالا وسيدات وتألق زملاء ساديو مانى فى المونديال بعد انتشارهم فى أندية أوروبا..

كل هذا يؤكد على أهمية رأس المشروع الكروى بخبراته وعلاقاته ونفوذه واتصالاته.. فهل استفادت الكرة المصرية حقيقة من وجود أبوريدة وكونه العضو الأقدم بمؤسسة الفيفا وأحد أربعة أشخاص يديرون مجلس الفيفا العالمى..؟

بلا أى جدال؛ لم يقدم أبوريدة للكرة المصرية ربع ما قدمه هؤلاء.. لكن هل هذا عن تقصير منه أم قصور فيه أم قصور فينا نحن؟.. وفى النهاية النتيجة واحدة: مزيد من التراجع كرويا وليبقى أبوريدة الذى دعمته مصر وقدمته للكرة الأفريقية والدولية قبل نحو عقدين والذى يستمر بمنصبه الدولى حتى ٢٠٢٥ معزولا محليا.. حاجة كده زى البيت الوقف!!

الكرة المصرية لها حق كبير عند أبوريدة ولابد عن يوم معلوم تترد فيه الحقوق لمصلحة الكرة المصرية..

أما عن سؤال مجلس التحرير عن سبب النهضة المغربية اللافتة والتى سبق أن تعرضنا هنا من قبل لتفصيلاتها، فقد أجاب فوزى لقجع خلال الملتقى الدبلوماسى الذى عقده مع سفراء عدد كبير من الدول بالرباط الأسبوع الماضى ملخصا هذا فى ثلاثة محاور رئيسية: التكوين الجيد من خلال مشروع الملك محمد السادس الذى انتشرت فروع أكاديمياته المجانية لرعاية النشء وإتاحة فرص الممارسة والتطوير واستكشاف الموهوبين منهم بعموم البلاد.. ثم المحور الثانى فى البنية التحتية والاهتمام الخاص بالملاعب وصيانتها وانتشارها وأخيرا وهو المحور الأهم: الحوكمة أى إنفاذ لوائح الجامعة المغربية لكرة القدم والمنضبطة دوليا مع لوائح الفيفا على الجميع.. دون استثناء. من هنا كانت الحكاية!