اول سطر

الإنسان الأول ومدينة العطاء

طاهر قابيل
طاهر قابيل

قديماً بدأت منها درة الأميرات الملكة «حتشبسوت» رحلتها الاستكشافية إلى بلاد بونت وكان بها ميناء استخدمه جدودنا لتصدير الحبوب إلى القرن الإفريقى وجلب البخور والأخشاب كانت المدينة العريقة مركزاً اقتصادياً عالمياً وذات أهمية استراتيجية لموقعها المتميز.. واليوم أصبحت منتجعاً سياحياً هادئاً بشواطئها ومياهها الصافية وبها أكبر تجمعات الشعاب المرجانية.

ولأنى من عشاق الحياة البرية عرفت أنه بالبحر الأحمر 3 محميات طبيعية اخترت واحدة منها هذا الأسبوع لأذهب إليها وهى «حماطة أو وادى الجمال» ومنها10 كيلومترات داخل مياه البحر الأحمر وشاهدت بها مقومات بيئية وجمالية وعلمية وثقافية متميزة منها نباتات فريدة وحيوانات نادرة ومهددة بالانقراض وتجولت عن قرب فى تجمعات المانجروف وسبحت فوق الشعاب المرجانية والحشائش البحرية وهى المأوى لعروس البحر والبيئة المناسبة لتكاثر الأسماك واللافقاريات ورأيت السلاحف البحرية بالجزر القريبة وعندما تجولنا فى وديان جبل حماطة عرفت أنه من أعلى جبال الصحراء الشرقية وبه أكبر الأودية وأغناها بالنباتات ويتميز بازدهار وتوافر140 نوعاً منها 32 طبية..

وبالمحمية تكوينات جيولوجية وخامات تعدينية وآثار للإنسان الأول أو ما قبل التاريخ ويتركز نشاط قبائل العبابدة والبشارية المقيمين بها فى  الرعى واستغلال الأنواع النباتية فى الغذاء والتجارة.

تركت قطعة من الفردوس على ساحل البحر الأحمر وذهبت إلى مدينة القصير التى أطلق عليها أهلها «مدينة العطاء» على مر التاريخ فكانت قديماً مركزاً لتجمع الحجاج من مصر والمغرب والأندلس عند السفر للأراضى المقدسة.. وسموها بهذا الاسم لقصر المسافة بينها وبين وادى النيل والصعيد والتى يربطها بها طريق طوله 180 كيلو مترا فقط يمر بوادى الحمامات الذى تنتشر به المبانى والمعابد الأثرية وهناك منجم للذهب فى وادى الفواخير كان جدودنا قدماء المصريين يستخرجون منه المعدن الثمين..

وقد أرسل لى أحد أبناء القصير خطاباً يشكو فيه أن طريق «القصير - قفط»  أو الحج وهو أول طريق يربط الوادى بسواحل البحر الأحمر حالته سيئة وانهم طالبوا برصفه كثيراً ولم يحصلوا إلا على وعود وهو طريق تنموى وسياحى..

أما مبنى الشرطة القديم الذى كان مقراً لمحافظة القصير فى عهد محمد على باشا ولأكثر من 70 سنة فقد تركته وزارة الداخلية واستلمته وزارة الآثار ووعدت بترميمه وتطويره ومازال المبنى بحالة مزرية أمام السياح.. وللحديث عن باقى المحميات التى نتميز بها بقية.