التشريعات تتصدى لجنون البلوجرز

البلوجرز
البلوجرز

محمد عطية 

 في عالم صار بلا قيود أو محاذير؛ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مرعب مقاطع فاضحة.. عري.. إيحاءات جنسية.. ألفاظ إباحية.. رقص؛حيث ظهرت وازدادت وانتشرت بكثرة على تطبيقات السوشيال ميديا المختلفة، أفكار تفسد الذوق العام وإيحاءات جنسية وأفعال غير لائقة تخدش الحياء العام سواء للكبار أو الصغار، رجلًا كان أو امرأة، وبالتأكيد في المقابل ظهرت صيحات تحذير بضروروة مواجهة هذا الإسفاف؛ ما دفع المحامي إسلام محمد أن يتقدم ببلاغ إلى النائب العام المستشار حماده الصاوي، ضد تلك التجاوزات التي جميعها تدخل تحت طائلة القانون وتهدد قيم المجتمع وثوابته، تفاصيل أكثر سوف نسردها لكم في السطور التالية.

لك أن تتخيل الآن أنه بإمكانك لو دخلت على إحدى منصات التواصل الاجتماعي مثل التيك توك؛ فتشاهد فيديو مدته عدة ثوان لامرأة تستعرض جسدها وهي شبه عارية وتتحدث بكلمات مبتذلة لا لشيء سوى لحصد المشاهدات والتكسب من ورائها؛ ويطلقون على أنفسهم في النهاية لفظ بلوجر؛ وبرغم ضبط العديد منهم إلا أننا نتفاجأ من وقت لآخر بمن يظهر ظنًا منه يد القانون لن تطوله؛ وللاسف مازال هؤلاء البلوجر أو الانفلونسر كما يطلقون على انفسهم لم يردعهم غيرهم الذين تم ضبطهم، رغم المحاكمات وسنوات السجن التي ينفذها أصدقاؤهم بسبب كوارثهم.

حسب الطلب!

فاليوم أمامنا صفحة جديدة اسمها»د.منقبات» بمجرد دخولنا إليها ظننا أننا دخلنا»موقع اباحي» بالخطأ؛ لكن ما هالنا أننا وجدنا عدد المتابعين لها يتجاوز الـ 100 ألف متابع بجانب هذا ستجد أن الفيديو الواحد قد يصل إلى 5 ملايين مشاهدة، وأقل فيديو سجل 50 ألف مشاهدة، كلها فيديوهات لنساء تم تسجيلها أثناء اذاعتها في لايف وهن يرتدين ملابس داخلية.

مثلا هناك فيديو لسيدة تجلس أمام كاميرا ترتدي نقابًا على وجهها، لكن بمجرد أن كادر الكاميرا يتغير ستتفاجأ بأنها ترتدي ملابس فاضحة أو بمعنى ادق أمامك سيدة عارية ترتدي نقابًا فقط على وجهها، ستظن أن الكاميرا اهتزت منها بالخطأ، لكن في حقيقة الأمر وبعد ثواني قليلة ستعرف أن كل شيء مقصود، وأنها تفعل كل ذلك بناء على طلب من يشاهد اللايف، ليس هذا فقط بل ستطلب منك اعطاءها العديد من الهدايا مثلا أن يتم شحن رصيد لها لإرساله إليها على هاتفها، وفي المقابل ستفعل لك كل ما تشتهيه من رقص وهزاز وعمل بعض الايحاءات والحركات الجنسية، وباستكمال مشاهدة اللايف ستعرف أن كل هدية يقابلها طريقة اسفاف ومشهد عري أكثر جرأة.. إلى أن وصل الأمر أن بعض الهدايا ستفتح لمن يشحن بمبالغ كبيرة لايف له وحده دون آخر معه، وبداخل هذا الفيديو الذي ستهديه للفائز بأكبر مبلغ شحن على الخاص ستفعل ما يتخيله عقلك وما لا يتخيله وكل شيء اون لاين.. ما عليك فقط هو الشحن والإرسال فورًا.

تصفحنا باقي صفحة «د.منقبات» وجدنا أنها ليست سيدة واحدة فقط، ولكن هناك العديد من النساء اللائي يعملن بهذه الطريقة وكل منهن له العديد من الفيديوهات الفاضحة التي تحض على الفسق والفجور على غرار ذلك الفيديو الأول والذى تم تحميله على الصفحة ايضًا بعد انتهاء اللايف لكل فتاة أو سيدة منهن، وكأنه بيت دعارة كبير لكن الفرق أنها دعارة على الإنترنت، فكل شيء متاح بعد مشاهدة فيديوهات أو لايف كل امرأة.

فيديو تحت الماء

ويتواصل جرائم البلوجرز الذين يسعون إلى تحقيق ربح من فيديوهاتهم على السوشيال، ولكن كي يتحقق الربح لابد من الشهرة أولا،الحلم الذي يراود الكثير حتى ولو كان المقابل هو التعري والإيحاءات الجنسية، فهذه النوعية من الاسفاف اتخذها البعض وسيلة سريعة للشهرة وجنى الأموال من السوشيال الميديا على حساب أخلاق وقيم المجتمع؛ وهذا ما  لجأت إليه صاحبة صفحة اخرى اسمها»أ.شامبو»على الفيس بوك في سبيل تحقيق هذا الهدف وهو الربح، أيا كانت الطريقة، فنرى من اطلقت على نفسها اسم»أ.شامبو» العديد من مقاطع الفيديو عبر صفحتها والتي كانت أشبه بأفلام أو قصص قصيرة، تضمنت العديد من المشاهد الفاضحة والإيحاءات الجنسية والمنافية للآداب، والتي كانت بلغة مباشرة وصريحة، إلى أن تخطى عدد المتابعين لها 75 ألف متابع بالإضافة إلى عدد المشاهدات التي تخطت الـ 500 ألف مشاهدة للفيديو الواحد، بالإضافة للعديد من المقاطع الخارجة، إلا أننا توقفنا أمام مقطع فيديو اثار غضب رواد التواصل الاجتماعي؛ وهو اثناء الاستحمام هي وفتاة أخرى ادعت أنها شقيقتها وتم تصوير الفيديو بملابس شبه عارية تظهر مفاتن جسدهما اثناء وقوفهما تحت الماء يتمايلان ويؤديان حركات مثيرة لجذب اكثر عدد من المشاهدات، فتنوعت الفيديوهات داخل تلك الصفحة ما بين العري وممارسة أعمال منافية للآداب العامة بجانب بعض الفيديوهات التي يروجنها بهدف تحقيق الشهرة والثراء السريع.

بلاغ

وأمام كل هذا الاسفاف أكد اسلام محمد المحامي أنه سيتقدم ببلاغ  النيابة العامة ضد أخطر صفحتين على السوشيال ميديا لأنهما يحرضا على الفسق والفجور؛ حيث سأقوم باتهمهن بالاعتداء على مبادئ والقيم الأسرية بل وانتهاك حرمة الحياة الخاصة فى المجتمع المصري، وأن تلك المقاطع والألفاظ التى تطلق فى تلك المقاطع من شأنها أن تحرض على الفسق والفجور والإضرار بكافة أطياف المجتمع وخاصة الشباب والأطفال.

واستكمل حديثه قائلاً: في حقيقة الأمر كوارث السوشيال ميديا صارت تهدد مجتمعنا وكل ما يحدث على تطبيقات السوشيال ميديا بوجه عام ما هو إلا اعتداء صريح على مبادئ وقيم المجتمع بل وانتهاك حرمة الحياة الخاصة فى المجتمع المصري وتحريض على الفسق والفجور؛البلوجرز وغيرهم من المسميات المختلفة التي اصبحنا نصادفها اليوم وجدوا أن الربح عن طريق الانترنت وسيلة سريعة للربح السريع بلا تعب دون النظر الى المحتوى السيء الذي سيقدمه هذا البلوجر أو الانفلونسر الأهم هو جمع الأموال؛ وأمام هذا بدأ البعض يذيع مشاهد وفيديوهات ولايف من هذا الاسفاف من أجل متابعات أكثر بالإضافة للهدايا التي يحصلن عليها في لايف لها ثمن مضاعف؛ فهذا نوع من أنواع الدعارة الإلكترونية وكل هذا يعاقب عليه قانون العقوبات رقم 175 لسنة 2018 وهي خاصةبالجرائم المتعلقة بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتى غير المشروع على شبكة الإنترنت؛ فقد نصت المادة (25) من ذات القانون؛ يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصرى أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكتروني؛ لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبار أو صور وما فى حكمها، تنتهك خصوصية أى شخص دون رضاه سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة، كما تنص مادة (26) من ذات القانون يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز ثلاثمائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتي أو تقنية معلوماتية فى معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى منافٍ للآداب العامة أو لإظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه، حيث تنص الماده 178 من قانون العقوبات على أن يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه كل من نشر مقاطع تصويرية على مواقع التواصل الاجتماعى إذا كانت خادشة للحياة.

للأسف – يضيف إسلام محمد المحامي - السوشيال ميديا أو العالم الافتراضي هذا أصبح كارثة يدفع ثمنها أولادنا حين يشاهدون هذا الاسفاف؛ فالترند بكل ما تحمله هذه الكلمة من غموض مهما كان محتواه صار يعبث بقيم وثوابت المجتمع المصري.

اقرأ أيضًا : تجديد حبس البلوجر آية إيهاب وزوجها العرفي بعد رفض استئنافهما

;