بقلم واعظة

نوره موسى مشرف تكتب: فصبرٌ جميل

نوره موسى مشرف
نوره موسى مشرف

أحيانًا تمُر بنا أوقات عصيبة، تجعلنا نشعُر بالإحباط والعجز، لكن مع مرو الوقت وتخطى الأزمة، ندرك أنَّ وراء كل محنة منحة عظيمة، وخير كثير، وهذه سنة الله فى خلقه، يبتلى عباده ليختبرهم ويمتحنهم، ثمَّ بعد ذلك يُجزى كُلٌ بما عمل، فمن رضى فله الرضا ومن سخط فعليه السخط، وكما قال الله جلَّ وعلا فى الحديث القدسي  الذى رواه أبو هريرة -رضى الله عنه- أنّ النّبى -عليه الصلاة والسلام- قال فيما يرويه عن ربّه -عز وجل-: (إنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ يا ابنَ آدمَ : تفرَّغْ لعبادتي أملأْ صدرَكَ غنًى وأسدَّ فقرَكَ وإن لا تفعَل ملأتُ يديْكَ شغلاً ، ولم أسدَّ فقرَكَ) رواه الترمذى ، هذا الحديث يسوقنا إلى القُرب من الله تعالى والانشغال بعبادته، ثُمَّ التوكل على الله والأخذ بالأسباب، والصبر وعدم الجزع، فلن يغلب عُسْرٌ يسرين، كما قال الله فى كتابه الكريم (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) ، فهذه الآيات بشارة من الله للرسول صلى الله عليه وسلم ولكل مؤمن بأن العسر لا يدوم وأنَّ الفرج قريب، ويكرر سبحانه البشارة تأكيدًا بل يُعرف العسر بأنَّه واحد ويجعل اليسر نكرة دون ألف ولام ليدل أنَّ اليسر متنوع ولا يغلب عسر واحد كل هذا اليسر والفضل العميم، فعليكم أحبتى ألا تيأسوا، بل تكافحوا وتثابروا من أجل تحقيق أحلامكم وأهدافكم فى الحياة، ولنصبر كما صبر سيدنا يعقوب عليه السلام إلى أنْ نصل لهدفنا، فصبرٌ جميل، لم يقل سيدنا يعقوب: فصبر فقط، بل جميل أيضًا، ما أحلى هذا إنه صبر من نوع خاص، إنه جَمِيلٌ، فهل لنا أن نتعلم ذلك ونُمارسه، فنتيجة صبر سيدنا يعقوب فى قصة سيدنا يوسف عليهما السلام كانت اجتماعه بابنه ورؤيته مُجددًا، لذلك خصَّ الله تعالى الصابرين بأمور ثلاثة لم يخص بها غيرهم ألا وهي:  الصلاة من الله عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم.

وأختم بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه: «وجدنا خير عيشنا بالصبر»، وقال أيضًا: «أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا».