الصلاة العظيمية

د. شوقي علام مفتي الجمهورية
د. شوقي علام مفتي الجمهورية

■ كتبت: آروى حسن

قال الإمام أحمد بن إدريس فى الصلاة على الرسول «ﷺ »: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِ الله الْعَظِيم،ِ الَّذِى مَلأَ أَرْكَانَ عَرْشِ الله الْعَظِيم، وَقَامَتْ بِهِ عَوَالِمُ الله الْعَظِيمِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِى الْقَدْرِ الْعَظِيمِ، وَعَلَى آلِ نَبِيِّ الله الْعَظِيم،ِ بِقَدْرِ عظمة ذَاتِ الله الْعَظِيمِ، فِى كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ عَدَد مَا فِى عِلْمِ الله الْعَظِيمِ، صَلاَةً دَائِمَةً بِدَوَامِ الله الْعَظِيمِ، تَعْظِيماً لِحَقِّكَ يَا مَوْلاَنَا يَا مُحَمَّدُ يَا ذَا الْخُلُقِ الْعَظِيمِ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَاجْمَعْ بَيْنِى وَبَيْنَهُ، كَمَا جَمَعْتَ بَيْنَ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ ظَاهِراً وَبَاطِناً يَقَظَةً وَمَنَاماً، وَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ رُوحاً لِذَاتِى مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ فِى الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ يَا عَظِيمُ» وأطلق على هذا الصيغة «الصلاة العظيمية» وقد وردت هذه الصيغة فى كتاب سيدى النبهانى «رضى الله عنه»: «أفضل الصلوات على سيد السادات صلى الله عليه وآله وسلم» أن لها فضائل كثيرة وهى أحد دعائم الطريقة الإدريسية، وقد أخذتها عنها الطريقة الجعفرية وجعلتها من ضمن أورادها.

ومثلها كمثل الصيغ الأخرى التى ظهر المتشدقين بحرمتها، ولكن دار الإفتاء المصرية حسمت الأمر وأصدرت فتوى لجميع الصيغ أكد فيها الفضل العظيم للصلاة على الرسول بهذه الصيغ، فقال د. شوقي علام مفتي الجمهورية: أن الصيغ المتكاثرة للصلاة على سيد الدنيا والآخرة «صلى الله عليه وعلى عترته الطاهرة»؛ ومنها «الصلاة العظيمية» لسيدى أحمد بن إدريس، وغيرها من الصيغ التى تنوعت فيها المشارب والأذواق، وسارت فى المسلمين مسير الشمس فى الآفاق، وانتشرت بين الذاكرين عباراتُها وكلماتُها، وكثرت فى الأمة مجالسها وحلقاتُها، وظهرت فى الصالحين بركاتها ونفحاتُها، وقد حدَّث علماء الأمة بما رأوه من المبشرات النبوية، لمَنْ ألهمه الله هذه الصيغ المباركة فى الصلوات النبوية، وتناقلوها جيلًا عن جيل؛ مستشهدين بها على عظم ثواب ذلك وقبوله، ووقوعه موقعَ الرضا من الله ورسوله؛ صلى الله عليه وآله وسلم.

وأكد د. علام على أنه لا التفات إلى ما يثيره البعض من بدعية هذه الصيغ واتهام قائليها بالشرك؛ فإنما أُتِيَ هؤلاء من جهلهم باللغة، وضيق أفهامهم عن سعتها وبلاغتها ومجازاتها، وسوء ظنهم بالمسلمين عبر القرون، وعدم إدراكهم للعجز البشرى عن الإحاطة بالقدر المحمدى والمقام المصطفوي، ولو أنصفوا لعلموا أنَّ الله هو الذى وفَّق الأمة إلى إحسان الصلاة على نبيه المصطفى وحبيبه المجتبى «صلى الله عليه وآله وسلم»، وهو الذى ألْهَمَ المسلمين هذه الصيغ المباركة فى الصلوات النبوية على خير البرية؛ لعظيم مكانته عليه، وكريم منزلته لديه، وأنَّ الناس لا يفهمون من قدره إلا بقدر ما تستطيعه أفهامهم وتبلغه عقولهم، وإلا فلا يَعْلَم قدَره، إلا الذى شرح صدره، ورَفَعَ ذكرَه، وأتمَّ نصره سبحانه وتعالى.

واختتم د. شوقي فتواه قائلا: وبناءً على ذلك: فالصلاة على النبيّ «صلى الله عليه وآله وسلم» جائزةٌ بكل صيغة واردة أو مستحدَثة؛ ما دامت لائقة بمقامه الشريف وكماله المنيف «ﷺ ».