حريات

رش « المية» عداوة

رفعت رشاد
رفعت رشاد

كشر الصيف عن أنيابه وبعدما دحر الشتاء أظهر نيته فى أن يكون قاسيا ينزل بالحر الشديد على رؤوسنا وزرعنا وحيواناتنا . فى بلادنا نواجه الصيف برش المياه . بدلا من أن نبنى مبانى قادرة على تلطيف درجة الحرارة ، نبنى بالأسمنت المسلح ونغطى نوافذنا بالألوميتال . عندما بنى البارون امبان مصر الجديدة راعى أن يكون للعمارات مساحة مغطاة تسمى البواكى يسير فيها الناس وقت النهار فتحميهم من الحرارة العالية للشمس . أدرك الخواجة كنه المسألة . لم يتفهلو ويتفذلك ولم يعتبر أن تلك المساحات تحت العمارات إهدارا للمال . 

بينما نحن فى حاجة إلى كل نقطة مياه ، تسرف المقاهى خاصة والمحلات عامة فى المناطق الشعبية فى رش المياه لتلطيف درجة الحرارة . لا يؤدى هذا السلوك إلى إهدار كمية كبيرة من المياه فحسب ، بل يتلف أرض الشارع الأسفلتية المركبة من مواد كيماوية تتحلل فى حالة غمرها بشكل متكرر بالمياه . غسيل السيارات أيضا يستهلك كميات مهولة من المياه . نحتاج إلى كل قطرة مياه بينما البعض يلقى بها على الأرض . مهما كانت عقوبة هؤلاء فهى لن تعيد مياهنا مرة أخرى .

تعانى مصر من تناقص نصيب الفرد من المياه بسبب الزيادة السكانية وبسبب طرق الرى بالغمر . إن إهدار المياه جريمة . سقاية الناس والحيوان مسألة حياة أو موت . لهذا فإن رش المية عداوة . من يرتكب هذه الجريمة عدو للشعب المصرى . لننتفض كمجتمع ضد هذه الظاهرة المؤذية لوطننا .