69 عامًا على اكتشاف «الملاخ» لمركب «خوفو»

المهندس كمال الملاخ
المهندس كمال الملاخ

 فى 26 مايو عام 1954 اهتزت الدنيا من أقصاها إلى أقصاها عندما تم الإعلان عن اكتشاف «مراكب الشمس» بمنطقة الأهرامات، وبذلك يكون قد مر على هذا الاكتشاف 69 عاماً ارتبط خلالها اسم العالم الأثرى كمال وليم الملاخ بهذا الاكتشاف الذى يُعد من أبرز اكتشافات القرن العشرين، وأطلق على الاكتشاف «مركب الملك خوفو» للعثور عليه بالناحية الشرقية من الضلع الجنوبى لهرم خوفو، وتم الاكتشاف عندما كان المهندس كمال الملاخ يقوم بأعمال التنظيف وإزالة الرديم جنوب الهرم الأكبر، وأدت عملية التنظيف إلى اكتشاف حفرتين لمركبين مغطيين بكتل من الحجر الجيرى الجيد، واتضح أن الهرم الأكبر تحيط به ثلاث حفر أخرى منقورة فى الصخر تأخذ شكل المراكب فى الناحية الشرقية للهرم، تقع اثنتان منها فى الناحية الجنوبية والناحية الشمالية للمعبد الجنائزى، بينما تقع الحفرة الثالثة شمال الطريق الصاعد للهرم الأكبر.

اقرأ أيضًا| كنوز| في أول حصة.. زكي طليمات يعالج «لدغة» فاتن حمامة في حـرف الراء!
عثر المهندس كمال الملاخ فى الحفرة الأولى التى تقع جنوب شرق الهرم الأكبرعلى 41 كتلة ضخمة من الحجر الجيرى المُستجلب من محاجر طره، الحفرة يبلغ طولها حوالى «31.2 متر»، وعرضها «2.6 متر»، وعمقها «3.5 متر»، وعُثر بداخلها على مركب خشبى كبير مفكك إلى حوالى «1224» قطعة من خشب الآرز المُستجلب من لبنان، وجميعها موضوعة بعناية فائقة فى 13 طبقة بأماكنها الأصلية، مختلفة الأطوال وكميات كبيرة من الحبال والحصير، والمجاديف الخاصة بالمركب، استغرق العمل لإعادة ترميم المركب وتجميعها ما يقرب من عشرين عاماً، وقد استعان «الملاخ» بالمرمم أحمد يوسف لمعاونته فى هذا الجهد الشاق لإعادة ترميم المركب الذى بلغ طوله «43.4 متر» وأقصى عرض له «5.9 متر»، وبعمق «1.78متر»، وترتفع مقدمته 6 أمتار، وترتفع مؤخرته 7 أمتار، وله عشرة مجاذيف، خمسة على كل جانب تتراوح أطوالها ما بين «6.5 و8.5 متر»، ومقصورة رئيسية تتقدمها مقصورة الربان، والدفة عبارة عن مجدافين كبيرين، واكتشف أن المركب لم يستخدم فى صناعته مسمار معدنى واحد، وتمت صناعته بطريقة «العاشق والمعشوق» والربط بالحبال !!.
بهذا الاكتشاف خلد المهندس «كمال الملاخ» اسمه بحروف من نور فى تاريخ الاكتشافات الأثرية، وهو ذاته كمال الملاخ المتعدد المواهب الذى عرفه الناس صحفيا وأديبا ومؤسسا لجمعية «نقاد وكتاب السينما»، ورئيساً لمهرجان القاهرة الدولى السينمائى، ومؤسساً ورئيساً لمهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى، ومؤلفاً ترك للمكتبة العربية ما يزيد على 32 كتاباً فى شتى فروع الثقافة، وقال عنه صديقه أنيس منصور فى مقال نشره بجريدة «الأهرام» فى 25 نوفمبر2006: «عرفت عددا كثيرا من علماء المصريات، كان من أعزهم العالم الأثرى كمال الملاخ‏، ‏ كانت له شعبية جارفة بشكله الفرعونى وحديثه السهل وصوته الجميل‏، ‏ ولا أنسى يوم اكتشف «الملاخ» مراكب الشمس وجاءت إليه من السويد فتاة جميلة تقول له‏:‏ «إننى أرى الأبدية فى عينيك‏!».. بدأ «الملاخ» مشواره مع الصحافة بمؤسسة «أخباراليوم» التى انتقل منها إلى «الأهرام» مع محمد حسنين هيكل، وابتكر بها زاوية «بدون عنوان» بالصفحة الأخيرة بأسلوب جديد ورشيق فى صياغة الخبر، و«الملاخ» صاحب هذا الاكتشاف العظيم من مواليد 25 أكتوبر 1918 بأسيوط، حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم عمارة 1943، وحصل على الماجيستير فى اللغة المصرية القديمة من معهد الدراسات العليا للآثار، بدأ حياته مهندسًا معماريًا، ثم ضابط احتياط بسلاح المهندسين، وانتقل للتدريس بكلية الفنون الجميلة ومعهد السينما والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وشارك فى ترميم أبو الهول والأهرامات، وكان عضواً بالجمعية الجغرافية العالمية بالولايات المتحدة التى اختارته عضواً فخرياً بها مدى الحياة، وحظى بالعديد من مظاهر التقدير المحلى والعربى والعالمى فنال وسام الثقافة من الحكومة الإيطالية، ووسام الآرز بدرجة فارس من لبنان، وجائزة الدولة التشجيعية فى الآداب عام 1970، ونال جائزة الدولة التقديرية عام 1982.