مع طلوع فجر يوم 26 يوليو 1952 كانت الدبابات والمدافع والسيارات المصفحة تحاصر قصر رأس التين حيث كان يقيم الملك فاروق، وصدرت التعليمات بإغلاق الميناء بينما صوبت قوات السواحل مدافعها من جهة الأنفوشى نحو القصر.
ومن ناحية الملك فاروق قام بتثبيت المدافع عبر الممرات كما نصبت أخرى في حديقة القصر، وحدث تبادل لإطلاق النار بين حرس الملك والقوات المُحاصِرة، أسفر عن مقتل شخص من كلا الجانبين وجرح عدد آخر وذهب "عبد الله باشا النجومى" رئيس الحرس الملكي إلى اللواء "محمد نجيب " لوقف إطلاق النار.
اقرأ أيضًا| بسبب مقال علي أمين .. الجمهور يتعاطف مع فاتن حمامة
وقام الملك فاروق بالاتصال برئيس الوزراء "على ماهر باشا" الذي كان متواجدا بفندق سان ستيفانو يطلب منه الحضور على الفور ،وعندما حضر "على ماهر" روى له ما حدث
فى هذه الأثناء كان محمد نجيب جاهزاً بالإنذار الذي يطالب فيه الملك بالتنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد فى موعد غايته الثانية عشرة ظهراً على أن يترك البلاد بأى طريقة يريدها ويختارها في ميعاد غايته السادسة مساء، كان على ماهر باشا هو المسئول عن تسليم ذلك الإنذار إلى وبالفعل ذهب "على ماهر" الى القصر وقابل الملك فاروق وطلب منه النزول على العرش، ورفض الملك في البداية لكن "على ماهر" بادره قائلا :
لا نريد حرب أهلية وان الجيش يقوم بحركة يؤيدها ويباركها الشعب.
وبعد مناقشات طويلة اقتنع الملك السابق بان من مصلحته ان ينزل عن العرش ثم
ثم سأله على ماهر باشا: هل تريد يا جلالة الملك السفر بحراً أم جواً؟
رد فاروق: أريد أن أخرج بحراً بواسطة يختى المحروسة ، وأريد أن أصطحب معى زوجتي وبناتي وابنى وأن تُجرَى لي كل مراسم التوديع اللائقة بى ، وأن ترافقني مدمرتان أثناء السفر لتأمين رحلتي.
وبمجرد انتهاء على ماهر من مقابلة الملك التقى مع القيادات الجديدة وتناقش معها حول طلبات فاروق وانتهت المشاورات بقبول قيادة الضباط الأحرار سفر الملك على يخته المحروسة إلى إيطاليا على أن يعود اليخت لمصر فور دخول الملك الموانئ الإيطالية.
وذهب "سليمان حافظ" وكيل مجلس الدولة إلى قصر رأس التين يحمل وثيقة النزول عن العرش ليوقعها الملك السابق وكان في استقباله الاميرالى "احمد كامل" قائد بوليس القصور الملكية بحسب نا نشرته جريدة أخبار اليوم 2 أغسطس 1952
وجاء الملك السابق مرتديا ملابس أميرال مصري فى البحرية المصرية واتجه إلى "سليمان حافظ" الذي قدم إليه وثيقة النزول عن العرش.
فامسكها الملك وقراها قراءة سريعة ثم التفت إلى "سليمان حافظ" قائلا :
هل هي مضبوطة من الناحية القانونية؟
فأجاب "سليمان حافظ" : نعم يا جلالة الملك .
ثم اخرج الملك قلمه وقام بالإمضاء أسفل الصفحة بيد مرتعشة فظهرت الإمضاء غير واضحة وقام الملك بالإمضاء مرة أخرى أعلى الصفحة.
وفى الساعة السادسة مساءً رفض الملك أن ينتظر ثانية واحدة على أرض مصر ورغم عدم وصول اللواء "محمد نجيب" لتوديعه إلا أنه أصر على المغادرة، وكان في وداعه "على ماهر" باشا والسفير الامريكى "جيفرسون" وقائد اليخت الملكي وعدد من ضباط الحراسة الشخصية للملك، وبعض من أفراد الخدمة الخاصة بالجناح الملكي.
