قريبًا من السياسة

محمد الشماع يكتب: بشائر الخير من توشكى والعوينات

محمد الشماع
محمد الشماع

يبزغ ضوء الفجر فى مصر وهذه المرة يأتينا من توشكى وشرق العوينات أقصى جنوب المحروسة حيث مليون طن من القمح أضيفت إلى الإنتاج المصرى تتجاوز قيمتها المعنوية بأضعاف قيمتها المادية، لأن القمح كان ولا يزال هو السلعة الاستراتيجية التى يعتمد عليها الشعب المصري فى طعامه وفى قصة القمح فى مصر آلام وأحزان طويلة هنا فإن إنتاج القمح المصرى بهذه الكمية يحمل فى طياته معنى استقلال القرار المصرى وخروجه من دائرة التبعية.

إن إنتاج القمح المصرى يتجاوز قيمته المادية بهذا المعنى، وتلك بشارة خير لأنها تضعنا على طريق الاعتماد على النفس واستخدام مواردنا المحلية لتوفير احتياجاتنا الغذائية وتلك سياسة رشيدة يجب أن نلتف جميعا حولها وأن نضع خططاً طويلة الأمد لكى نحقق الاكتفاء من المواد الغذائية، وفى الأفق تلوح تجارب مصرية رائدة يجب علينا أن نلتفت إليها بكل عزم الدولة وبكل قوتها.

على سبيل المثال التجارب التى أجراها د.أحمد مستجير أستاذ الوراثة بزراعة القاهرة الذى استطاع فيها أن يستنبط القمح اعتمادا على مياه البحر، إننا نحتاج إلى تبنى هذه الاختراعات العلمية وأن تضع الدولة ثقلها وراء تطوير هذه التجارب لأن فى الحلم الذى حلمه د.مستجير بزراعة الساحل الشمالى بالقمح ما يحقق لنا اكتفاء ذاتياً وإنتاجاً قد يفيض عن احتياجاتنا، صحيح أن المشروع قد تعثر بسبب رغبة المستثمرين فى بناء الڤيلات والشاليهات على الساحل الشمالى، لكن الساحل الشمالى أعمق وأوسع من منطقة الشط فقط ونستطيع أن نسحب مياه البحر إلى عمق الصحراء لكى نستنبط القمح ونذهل الدنيا بالعبقرية المصرية كما فعلنا فى توشكى وشرق العوينات.

إن بشائر الخير قادمة وإن فى إنتاج مليون طن قمح تضاف إلى الإنتاج المصرى هى بادرة تستحق التحية لكل من شارك فى هذا الإنجار الرائع.