عاشق الإسبانية..المغرم بالمعاني الخفية: رحلتي بدأت بسلاسل الرعب

محمد الفولى
محمد الفولى

بدأت علاقة الأديب والمترجم محمد الفولى مع الترجمة بأغرب طريقة ممكنة، ألا وهى ألعاب البلاى ستيشن»، وهو يقول: أتذكر أننى كنت أدرس فى المرحلة الإعدادية أو بداية المرحلة الثانوية حين انكشفت لى أهمية اللغات، حدث هذا تحديدًا وأنا أحاول حل أحد الألغاز التى ظهرت لى فى لعبة الفيديو «سيلنت هيل» وهى واحدة من أشهر سلاسل ألعاب الرعب والتى تحولت لاحقًا إلى فيلم سينمائي، المهم أن ذلك اللغز الذى ظهر أمامى بالإنجليزية تضمن تلاعبًا بالكلمات عن طريق المعانى المزدوجة.

وفى تلك اللحظة تحديدًا أدركت بصورة لا واعية أهمية النظر إلى المعانى الخفية للكلمات، لا الظاهرة فقط. بعدئذ، فى الجامعة، حين اخترت دراسة الإسبانية بالصدفة، راقتنى مادة الترجمة كثيرًا، لأنها صارت بوابة للاطلاع على معارف كثيرة فى شتى المجالات السياسية والرياضية والأدبية والثقافية والاجتماعية، بعد التخرج وأداء الخدمة العسكرية، انغمست فى العمل فى هذا المجال، أولًا عبر بوابة الترجمة الصحفية بالعمل فى وكالة الأنباء الإسبانية، ثم بإدارة ندوات عنها بجامعة القاهرة، وانتهاء بتحويل شغفى بالقراءة إلى عملية دخول تدريجية إلى مجال الترجمة الأدبية.

اقرأ ايضاً | علاء زريفة: تحررت من فكرة الأدب كرسالة

ويتحدث الفولى عن ترجمته لرواية «حاصل الطرح» لأليا ترابكو ثيران، وقد حصلت الترجمة على جائزة المركز الثانى مناصفة مع ترجمة كتاب «رفقة الغرباء».. تاريخ طبيعى للحياة الاقتصادية» فى فرع ترجمة الشباب التابعة للمركز القومى للترجمة: أعتقد أن «حاصل الطرح» واحدة من أصعب التجارب التى مرت عليَّ، فالعمل من ناحية ملىء بتعبيرات ومفردات بالعامية التشيلية التى تطلب البحث عنها جهدًا كبيرًا، ومن ناحية أخرى، لا يخلو من كلمات ومفردات كثيرة لها معانٍ مزدوجة، وهذا أكبر تحدٍ لأى مترجم.

وربما لاعب فيديو جيم وألغاز «الجحيم الصامت» خير دليل، بخلاف كل هذا، لدينا راويان للعمل: «إيكيلا» و»فيليبي»، وكتبت المؤلفة آليا ترابوكو ثيران فصول كل منهما بأسلوب مُغاير تمامًا، فلغة «إيكيلا» يملؤها الشك والارتباك، فيما يتمازج كل من الجنون والغضب والأسى والشاعرية فى لغة «فيليبي».

وكان التحدى الأكبر أثناء الترجمة هو محاولة الحفاظ على الفوارق فى مستويات اللغة التى ترسم كل شخصية بصورة مغايرة بأفضل شكل ممكن، تتضمن الترجمة أيضًا الكثير من الهوامش التى تسعى إلى توضيح بعض النقاط التاريخية والثقافية والترجمية التى سعيت عبرها لتوضيح أية إشارات وإسقاطات تاريخية أو سياسية غامضة بالنسبة للقارئ العربي.

ويضيف الفولى قائلًا: أعتقد أن بنية وأسلوب وسرد الرواية مُغاير، حتى بالنسبة إلى الأدب «التشيلى» نفسه، لا أرى أوجه شبه كبيرة بين حاصل الطرح-التى صدرت ترجمتها العربية عن دار «ممدوح عدوان»-وأى عمل مصرى إن تحدثنا عن هذه النقاط، لكن بالنسبة إلى الفكرة العامة، فأظن أن هناك تشابهًا بالطبع، لأن هموم ومشاكل البشر فى نهاية المطاف واحدة.