«التوافق الوطنى».. طريقنا إلى الجمهورية الجديدة

النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

الحوار ليس مجرد مناظرة أو مناقشة عادية، إنه عملية تشاور متبادلة من أجل اكتشاف أوجه التشابه، وفهم الاختلافات فى وجهات النظر المتنوعة، ويرمى إلى تبديد الصور النمطية من أجل تعزيز التفاهم المتبادل.

والحوار يبنى جسورًا من التفاهم بين أصحاب الآراء المختلفة، سعيًا إلى تحويل الاختلاف إلى حالة من الفهم، والاحترام لما هو مشترك وغير مشترك، تحت شعار»مساحات مشتركة»، وبما يؤكد أن «الاختلاف فى الرأى لا يُفسد للوطن قضية».

نستعد لانطلاق جلسات الحوار الوطنى باهتمام من كافة القوى السياسية، والنقابات، ومؤسسات المجتمع المدنى، باعتباره أحد أدوات الدولة لإجراء إصلاح سياسى شامل لم تشهده مصر من قبل، وإيذانًا بالسعى إلى «توافق وطني» عام على القضايا المصيرية، يمهد الطريق نحو العبور للجمهورية الجديدة.

علينا أن نشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى دعا إلى إجراء هذا الحوار الوطنى خلال إفطار الأسرة المصرية، انطلاقًا من يقين راسخ لديه بأن الأمة المصرية تمتلك من القدرات والإمكانيات ما يتيح لها بدائل متعددة، لإيجاد مسارات للتقدم فى كافة المجالات، وأن أحلامنا وآمالنا تفرض علينا جميعًا أن نتوافق ونصطف للعمل، ونجتمع على كلمة سواء، لنعزز التماسك الوطنى عبر حوار وطنى مستدام.
ولقد أثبتت مشاركة فئات المجتمع كافة، فى الجلسة الافتتاحية لجلسات الحوار الوطنى، أن مصر وطن للجميع، وأن هذا الوطن يحتاج إلى كل رأى ورؤية من الجميع.

وأن شروط الحوار الوطنى، أن يكون بناءً يستمع فيه الجميع لبعضهم البعض، من أجل الوصول لنقطة «التوافق الوطني». وهو ما تحقق من خلال جلسات مجلس الأمناء، التى مثلّت فرصة مهمة للتواصل المباشر بين ممثلين لتيارات سياسية وفكرية مختلفة.

وتحقيقًا لما ورد فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى الموجّهة إلى الجلسة الافتتاحية فى الثالث من مايو الحالى، من الدعوة إلى «بناء دولة ديمقراطية حديثة»، وأن «الأمة تحتضننا جميعًا» وأن «الخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية».

وحتى ندرك أهمية الجلسات القادمة، يجب أن نعرف أن العمل استمر دون توقف، منذ إطلاق الدعوة الرئاسية فى 26 أبريل من العام الماضى، لكى يخرج الحوار الوطنى بالصورة المشرفة التى خرج بها أمام أعين العالم أجمع، فقد عقد مجلس الأمناء 23 اجتماعًا اختاروا خلالها 44 مقررًا للجان، وقرروا إنشاء 19 لجنة فرعية لمناقشة 113 قضية مطروحة للنقاش العلنى العام، بواقع 250 ساعة عمل لمجلس الأمناء، و2000 ساعة عمل لأعضاء الأمانة الفنية، وتلقت الأمانة الفنية 180 ألف استمارة مُقترح عبر الموقع الإلكترونى، جرى دراستها وتصنيفها وتبويبها، تمهيدًا لبدء انعقاد جلسات الحوار فعليًا.

حققت مصر قديمًا السبق والريادة، فى بناء الوحدة السياسية والسيادة الذاتية، ولمصر دورها الحضارى، والتاريخى والدينى، حيث كانت المكان الذى احتضن الأنبياء، فجاء إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتزوج من السيدة هاجر.

وجاء إليها يوسف عليه السلام وأصبح فيها وزيرًا وتبعه إليها أبوه يعقوب، ودار أعظم حوار بين الله عز وجل وموسى عليه السلام على أرضها، وإلى مصر لجأت العائلة المقدسة.
مصر صانعة النجوم والعباقرة والشعراء الكبار والأدباء والفنانين، مصر الآن تبنى نفسها من جديد كأروع ما يكون البناء والحضارة.