لم يعد هناك شيئ مضمون في الدنيا، ومفيش اسرع من رتم الحياة، وموتي يودعون موتي، لأننا كلنا ذاهبون ولن يبقى أحدا منا، ولن يبقى من الإنسان إلا السيرة والسمعة، ولن يصحبه إلى نهايته إلا أعماله أى إن كان نوعيتها، صالحة كانت أم سيئة.
لكن السؤال اللي محيرني هو لماذا لا يستوعب الناس حقيقة أننا ذاهبون لا محالة؟ ولماذا يتمسك البعض بما هو فاني، وهم يدركون ذلك جيدا ..لا يستوعبون الموت إلا للحظات هي لحظات خروج الروح ودخول الجسد القبر وتواريه خلف التراب ..ثم نعود كما كنا نتصارع ونكذب ونهلل دون رابط او ضابط.. أنا لا ادعو لعدم الفرح أو التهليل أو عدم الحزن أو التهويل أو التهوين ولكن أدعو إلى الإعتدال وأخذ الحياة بهدوء وليست على اعصابنا وأن نعمل بما يقدم مجتمعاتنا ونترك خلفنا ما يسعد ابنائنا وأحفادنا.. فالحياة قصيرة وحتما ستنتهي ولكن نأمل أن تنتهي بما بؤهلنا لمقابلة وجه الكريم بما يليق به وبما خلقنا له في الأرض وأن نكون على قدر المسئولية تجاه ما يوكل لنا ..نحن أمام مسئولية أمام مجتمعنا وأمام الله وفي كلا الحالتين سوف نعطي حسابا عن كل ما فعلنا، وكل منا سوف يعطي حسابا عن نفسه، ولن نستفيد من حسنات ولادك ولن يستفيدوا هم أيضا ممن تفعله خيرا ولن يضرهم ما تفعله انت من شر ..انت فقط وانا فقط سوف يعطي كل منا حسابا عن نفسه.
اقرأ أيضا.. أرمنيوس المنياوي يكتب : كلام عمرو موسي في وطنية الحوار
لدي صديق كان دائما متمسكا بمقولة اطلبوا حاجتكم بعزة لأن الأمور تسير بمقادير . يعني بالعربي اللي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين وبرناردو شو قال قديما أنني أعيب على الإنسان الذي يلعن ظروف حياته، بل أنني اقول أن الإنسان قد جاء إلى الحياة لكي يخلق الظروف التي يحب أن يعيش فيها ..من الٱخر أنت صاحب قرارك والسعادة قرار والحزن رغبة وقرار.
هناك ناس غاوية عكننة مش على نفسها بس لكن على الٱخرين وهؤلاء زاد عددهم الأيام دي ..وعلى فكرة هؤلاء ليسوا فئة معينة أو محددة قد يكونوا أغنياء وأصحاب فلوس ونفوذ لكن يعشقون العكننة وميعرفوش يناموا همه وبيوتهم من غير عكننة، وأيضا فقراء ولكنهم قد يكونوا سعداء.. فالسعادة ليست لها علاقة بالفقر أو بالثراء أو بالنفوذ.. كنت اعرف رجل ملياردير ولم يكن سعيد في حياته رغم أنه تزوج أكثر من مرة من أجل الولد وعندما جاء الولد مات ومات خلفه ابنه وعاشت زوجته الأخيرة كئيبة إلى أن توفت ولاقت وجه ربها.
كل ذلك في إطار لماذا نحن قلقين ؟ فالحياة معلوم نهايتها والإنسان معروف ٱخرته ورغم ذلك لا نصدق ولا نريد أن نصدق أن سنغادر الدنيا شئنا أم أبينا.. عاجلا ام أجلا ورغم ذلك نعيش وكأننا لم نموت.. كل منا لا يتصور أن الموت قد يأتيه ولديه يقين أنه باق .. باق.. والدليل هو يعمل ويملك أكثر واكثر ما قد يكفيه سنوات ولا يكتفي وإلا بماذا القبض على البعض ولديه ملايين الجنيهات ويزج بنفسه في السجن وقد يصل الي حبل المشنقة وقد حدث قبله لغيره ولكنه لا يستوعب ولايريد أن يستوعب حتى يقع فيما كان يفكر أنه بعيدا جدا ..العمر لحظة وبين الحياة والموت لحظة وقد تأتي وقد تتأني ولكنه قد يكون إمهال وتأني من رب البشرية لكي نرجع عما نكون قد أرتوينا به تضليلا.. ربنا يرحمنا ويثير حمية عمل الخير في قلوبنا وينبهنا اللحظة تلو اللحظة أن النهاية قريبة من كل منا وكل يوم بل كل لحظة يودع ميتون ميتيين، لكي نستوعب ونعظ ونعتبر ونضع العظات والعبر كل لحظة أمام أعيننا.
========
ٱخر السطور
========
* زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني إلى معقل الكيان الكاثوليكي في العالم ولقائه مع قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وكلمات قداسة البابا تواضروس له بأن المحبة هي الأساس الدائم وطريق الكمال وكلمات بابا الفاتيكان لقداسة البابا تواضروس أن شهداء المصريين في ليبيا إنما يمثلون كل الطوائف والتقاليد المسيحية هو كلام من أجل الوحدة غير المنظورة والتي تجعل من الأديان ركائز أساسية في نشر ثقافة السلام في العالم .
* من الٱخر أزمة السودان مهما لفت ودارت لن تحل إلا من خلال مصر.. البعض نسى أن السودان ومصر دولة واحدة.. رسالة لمن يهمه الأمر.. مصر تضعف لكنها لن تموت.
* الحوار الوطني ربما يكون بداية تصحيح بعض ما قد يكون اخفقنا فيه كمجتمع وإعادة دورة بعض الغرفة والأحزاب السياسية ..مصر بلد كبيرة ..الدولار يروح شمال ..يأتي يمين نحن مكملين مع قادتنا السياسية ومهما حدث نحن في صف رئيسنا حتى تعود مصر التي نتطلع إليها جميعا.
* القس الدكتور أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر هو بابا كل إنجيلي ولديه قدرة كبيرة وقلب عظيم في إحتواء الجميع ليكون للكيان الإنجيلي في مصر دورا مجتمعيا مساندا للدولة المصرية القس أندريه مهموم بالوطن والكنيسة وخلال الأيام القادمة يصطحب معه وفدا رفيع المستوي من سياسيين ومجتمع مدني وإعلاميين لزيارة لبعض المؤسسات الهامة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي قريبة من صانع القرار من أجل تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة التي يبثها أعداء الوطن في هذه البؤرة الهامة من العالم .تحية وتقدير للقس الدكتور أندريه زكي على هذا الدور الوطني الذي يقوم به منذ فترة ليست قليلة.
رياضة
=====
نتمنى التوفيق للنادي الأهلي اليوم في تونس وهو يواجه فريق الترجي ونتمنى أن يعود الاستقرار لنادي الزمالك لكي يكتمل نجاح الكرة المصرية.
