عمرها 7000 عام.. اكتشافات أثرية «نادرة» في قاع البحر الأبيض المتوسط

أحد الغواصين يعلو اكتشاف أثري
أحد الغواصين يعلو اكتشاف أثري

طريق كامل ومستوطنة وفؤوس تعود للعصر الحجري

اكتشف علماء الآثار بقايا طريق عمره 7000 عام مخبأ أسفل طبقات من الطين البحري قبالة الساحل الكرواتي الجنوبي. 

وتحقق هذا الاكتشاف المثير في الموقع الغارق في سولين (مدينة تقع في ولاية داكوتا الشمالية في الولايات المتحدة) .

وتم اكتشاف الموقع القديم من قبل عالم الآثار ماتي باريكا من جامعة زادار في كرواتيا بينما كان يحلل صور الأقمار الصناعية للمنطقة المائية حول كورتشولا.

وبعد اكتشاف شيء يعتقد أنه قد يكون من صنع الإنسان في قاع المحيط، قام باريكا وزميلته بالتحقيق في الأمر.

اقرأ أيضًا | «الأعلى للآثار»: البعثات الأثرية المصرية تحقق اكتشافات ونجاحات مهمة

وعلى عمق 4 إلى 5 أمتار في البحر الأدرياتيكي أو بحر أدريا، وهو مسطح مائي يفصل شبه الجزيرة الإيطالية عن شبه جزيرة البلقان في البحر الأبيض المتوسط، وجدوا جدرانًا حجرية يرجح أنها كانت جزءًا من مستوطنة قديمة، وتم فصل اليابسة التي بنيت عليها عن الجزيرة الرئيسية بشريط ضيق من الأرض.

وقال باريكا: "من حسن الحظ أن هذه المنطقة آمنة من الأمواج العاتية لأن العديد من الجزر تحمي الساحل ، على عكس معظم أجزاء البحر الأبيض المتوسط،. وساعد ذلك بالتأكيد في الحفاظ على الموقع من الدمار الطبيعي", وفقًا لوكالة رويترز.

وبفضل هذه الجزر أيضًا تمت حماية طريق ما قبل التاريخ المكتشف حديثا من الأمواج القوية لآلاف السنين.
ومؤخرا بدأ عالم الآثار بجامعة زادار، إيجور بورزيتش، في ملاحظة  هياكل مثيرة للاهتمام تحت مياه الخليج، لذلك ذهب الباحثون الذين غطسوا في موقع سولين للاستكشاف تحت سطح البحر.

وأضافت جامعة زادار: "تم العثور على قطع أثرية من العصر الحجري الحديث مثل الحجر [الفؤوس] وشظايا القرابين في الموقع".

وبعرض حوالي 4 أمتار (13 قدما)، تم تشييد الطريق من ألواح حجرية مكدسة بعناية.

واكتشف فريق البحث نفسه مستوطنة أخرى تحت الماء على الجانب الآخر من الجزيرة تشبه إلى حد كبير سولين وتنتج بعض القطع الأثرية المثيرة للاهتمام من العصر الحجري.

 واليوم أصبح الاكتشاف الأثري في هيئة هيكل تحت الماء مغطى بطبقة سميكة من الطين.

وقالت جامعة زادار في بيان على «فيسبوك» حول أحدث اكتشاف لها: "سار الناس على هذا [الطريق] منذ ما يقرب من 7000 عام".

ويعد هذا الاكتشاف الرائع نتيجة للتعاون بين خبراء من متاحف دوبروفنيك، ومتحف مدينة كاشتيلا، وجامعة زادار، ومتحف مدينة كورتشولا، إلى جانب مساعدة المصورين والغواصين.

وتساهم الاكتشافات الأثرية المتعددة، وبقايا الهياكل العظمية، والتحف، والعديد من المصادر الأخرى مثل الجبن الكرواتي البالغ من العمر 7200 عام، في معرفتنا بالبشر من العصر الحجري الحديث.

وتعتبر هذه اكتشافات مثيرة جدًا لعلماء الآثار، حيث توضح كيف أمكن لأسلافنا التكيف مع البيئات المختلفة وبناء الطرق بينها.

ويعتقد علماء الأثار أنه مازال يوجد حتي الأن العديد من الاكتشافات الأثرية في مختلف بقاع العالم التي قد يعود عمرها إلي عشرات الالاف من السنين.