بيني وبينك

زينب عفيفي تكتب: عشر نساء وكاتبة واحدة

زينب عفيفي
زينب عفيفي

■ زينب عفيفي

المرأة كائن متعدد الشخصيات بحكم طبيعتها، فهى الأم والزوجة والابنة والأخت، وعندما تحب فإنها تتحول إلى خمسين شخصية فى آن واحد، وقد تتقلب ما بين لحظة وأخرى إلى امرأة طيبة وحنونة، شرسة، لطيفة، عاصية، منتقمة، مستسلمة شخصيات تتفجر بداخلها دون أن تعلم عنهن شيئا! ربما تكتشف نفسها أكثر فى حالات الغضب والفرح والحزن والألم، ومن هنا كان لها أعداء وعشاق يجتمعون فى شخص واحد!

إنها لغز كما وصفها الأدباء!
 الكاتبة التشيلية مارثيلاسيرانو، استطاعت فى روايتها «عشر نساء « أن تقدم لنا عشر شخصيات من داخل امرأة واحدة؛ فالرواية تدور حول تسع نساء لا يعرف بعضهن بعضا، طباعهن مختلفة تماما، اجتمعن بصحبة إمرأة تعمل « معالجة نفسية» تسرد كل منهن قصة حياتها للأخريات، بينما العاشرة وهى التى رتبت لهذا التجمع هى الخيط المشترك بينهن، حيث إنها تؤمن بأن جراحهن لن تطيب إلا عندما يبدأن بكسر أغلال الصمت؛ كل واحدة تحمل عبئا من الخوف والشك وعدم الأمان والوحدة لكن ما يبعث فيهن الطمأنينة هو إحساسهن بأنهن معا لسن وحيدات وأنهن فى نهاية المطاف، يمكنهن التغلب على الصعاب. بنظرة مدققة لكل هذه الحالات التى كتبتها مارثيلا، تكتشف أنهن جميعا فى إمرأة واحدة بما فيهن المعالجة النفسية، استطاعت الكاتبة أن تفرقهن وتجمعهن فى عمل أدبى واحد كى ترى كل امرأة فى العالم على حده، هذه الصورالمتعددة تمثل وجوه  كل نساء العالم اللاتى غالبا ما يجتمعن فى واحدة  هى الكاتبة نفسها التى فرقتهن وجمعتهن داخلها لتصنع بهن هذه الرواية التى حازت على جائزة الشيخ حمد للأدب المترجم، لتظهر كل واحدة منهن فى الموقف الذى يناسب طبيعتها من حالات الطيبة والشر والانتقام والغدر والخيانة أن المرأة بطبيعتها متقلبة، لكن هناك امرأة واحدة تتحمل وزر الأخريات!