إنها مصر

الجيران

كرم جبر
كرم جبر

النعمة الكبرى هي أن الحدود المصرية في الجهات الأربعة أصبحت آمنة، وتحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة، وتوقفت كل عمليات التهريب سواء الأسلحة أو البشر أو المخدرات والممنوعات، وللجيش ذراع طويلة بالقواعد العسكرية والقوات البرية والبحرية والجوية التي تجعل كل مصري يطمئن على بلده.

ففي الجنوب السودان الذي دخل نفقاً مظلماً، لا يعلم أحد سوى المولى عز وجل متى وكيف يخرج منه، بعد أن تحولت أراضيه الخصبة إلى مستنقع للمؤامرات الداخلية والخارجية، التي يدفع الشعب السوداني وحده ثمنها الفادح.

حدود مصر الجنوبية أصبحت رغم ما يحدث آمنة وتحت السيطرة، ولكنها كانت منذ سنوات طويلة منفذاً لدخول الإرهابيين والأسلحة وهروبهم، وكنا نسمع قصصاً وحكايات عن درب الأربعين، الشريان البري الرئيسي بين البلدين.

كان درب الأربعين معبراً للحج والذهاب إلى الأراضي المقدسة، وملتقى للتفاعل الثقافي والحضاري، وانتهى الأمر بالأسلحة والإرهابيين، ومن أشهر من عبروه عمر عبد الرحمن الذي كان مطلوباً في مصر، ونجح في الهروب إلى السودان، ثم خرج بطريق شرعي من السودان إلى الولايات المتحدة، إلى أن حكم عليه ومات في أحد سجونها.

وفي الغرب ليبيا، وتمتد الحدود المصرية معها إلى نحو 1100 كيلو متر، وكانت مليئة بممرات التهريب والدروب الجبلية والصحراوية التي يسلكها مهربو المخدرات والسلاح والمهاجرين غير الشرعيين، وسلكها بعض الذين هربوا من السجون بعد اقتحامها، وانضموا للجماعات الإرهابية.

كانت التقديرات تشير إلى وجود أكثر من ستة ملايين قطعة سلاح في أيدي الجماعات الإرهابية في ليبيا، وتم تهريب أعداد كبيرة منها إلى سيناء، وتمكنوا في فترة الانفلات الأمني من تكديسها بالأسلحة.

وكانت الجريمة الإرهابية الكبرى هي «هجوم الواحات»، واستشهد 15 ضابطاً وجندياً، بعد مواجهة ضارية في 20 أكتوبر2017، وكان المتهم الرئيسي هو الليبي عبد الله المسماري، واستهدفت الجماعات الإرهابية تأسيس معسكرات تدريب بالمنطقة الصحراوية على الحدود الغربية، وتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية داخل مصر.

وشرق مصر توجد الحدود مع غزة وإسرائيل، وكانت مسرحاً لكل عمليات التهريب من البشر حتى الأسلحة والسلع التموينية، وكانت الأسوأ في سنوات الانفلات الأمني، وجعل سيناء مستنقعاً للجماعات الإرهابية من كل دول العالم.

وفي الشمال يوجد البحر المتوسط، وكنا نسمع كل يوم عن مراكب الموت وعمليات التهريب التي لا تنقطع، حتى نجحت مصر في تحويل ممرات الهروب إلى أماكن لتنمية المشروعات الكبرى، ولم يخرج مركب واحد للمهربين منذ عام 2017.