فى الصميم

وقت العمل والإنتاج.. وليس للسمسرة!!

جلال عارف
جلال عارف

عُمالنا بخير، وهم قادرون على إنجاز الصعب من المهام حتى نوفر لهم الحد الأدنى من الإمكانيات، وحين يرون ناتج عملهم يترجم إلى قوة اقتصادية تضاف للوطن، وإلى عائد يكون نصيبهم العادل فيه هو الحياة الأفضل لهم ولأبنائهم .


كل الأمم تواجه الأزمات، وتنجح فى عبورها حين تتضافر جهود أبنائها لكى يضاعفوا الإنتاج، ولكى يكون إنتاجهم مصدر فخر لهم، ومحل اعتزاز وتقدير من كل مواطن. وقد رأينا كيف كانت «صنع فى مصر»، رمزا على الكفاءة والامتياز، وهو ما نعمل الآن على استعادته بتعاون كل عناصر الإنتاج.. من عمال ومستثمرين جادين، مع سياسة عامة لتشجيع كل جهد لزيادة الإنتاج وتحسينه، لكى يحل مكان ما نستورده ولكى يكون منافسا قويا فى الأسواق الخارجية .
وما نحتاجه بشدة هو أن تسود ثقافة العمل والإنتاج بعد أن عرف الجميع عواقب سنوات سادت فيها ثقافة الاستهلاك الذى يفوق قدرات المجتمع، وانفتحت فيه الأبواب على البحرى لاستيراد كل شيء على حساب الصناعة الوطنية، وأصبحت السمسرة أهم- عند البعض- من الإنتاج، وتحكمت «عقدة الخواجة»، حتى لو كان إنتاجنا المحلى أفضل ولو كان بعض ما يرسله «الخواجة» هو أسوأ ما تنتجه مصانعه، ولو كانت النتيجة أن يبنى البعض بيوتا بالأسمنت المستورد المغشوش، أو يملأوا مخازنهم بالبضائع المغشوشة أو منتهية الصلاحية.


الآن ندرك جميعا أنه لا سبيل أمامنا إلا إعلاء قيمة العمل ومضاعفة الإنتاج.. ليس فقط لتجاوز أزمة عابرة، وإنما لبناء أسس سليمة لاقتصاد قوى نملك كل مقوماته، وأولها وأهمها ثروتنا البشرية التى تتسلح بالعلم والعمل، وتحظى بالتدريب المستمر والرعاية التى تستحقها.
كل عام وعمال وعاملات مصر يزرعون الخير ويصنعون المستقبل. كل عام ونحن نعتز بما «صنع فى مصر»، ونأكل مما يزرع فى أرضها الطيبة. كل عام ونحن نحتفى بالعمل والإنتاج ونودع زمن السمسرة والاستيراد على البحرى!!