حكاية شارع| «ابن طفيل» بالإسكندرية.. صاحب الآراء المبتكرة في الفلك والأجرام السماوية

ابن طفيل
ابن طفيل

تعج شوارع مصر بالكثير من الأسرار التي احتفظت بالكثير من الوقائع والأحداث وكانت شاهدة على تاريخ الوطن.

وتعد تلك الشوارع كتاب مفتوح يروي تاريخ المدينة والأحداث التي وقعت بها، وتعد اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع هي صفحات الكتاب.

ولأسماء شوارع القاهرة والإسكندرية تاريخ معروف، حيث إنه قبل عهد محمد علي باشا كانت الأحياء والمناطق تحمل اسم القبيلة التي عاشت فيها في البداية أو منطقة يتجمع فيها أرباب حرفة معينة بينما البعض الآخر يحمل اسم صاحب قصر بني بهذه المنطقة.

وقرر حينها محمد علي أول حاكم لمصر إصدار مرسوم بتحديد أسماء الشوارع وتركيب لافتات تدل عليها وأرقام لكل مبني.

وتصحبكم «بوابة أخبار اليوم» في جولة لأهم شوارع مصر وأشهرها وتاريخها.

 

اقرأ أيضا

حكاية شارع| «الفجالة» سمي بـ«الطبالة».. و«مزارعو الفجل» سكنوا المنطقة

 

شارع ابن طفيل

ويوجد بمحافظة الإسكندرية شارع "ابن طفيل"، حيث يعود اسم الشارع إلى أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن طفيل القيسي الأندلسي.

ويعد فيلسوف، ومفكر، وقاضٍ، وفلكي، وطبيب، وشاعر عربي أندلسي، اشتهر بكتابه “حي بن يقظان”، الذي حاول فيه التوفيق الفلسَفِي بين المعرفة العقلية والمعرفة الدينية، وله إسهامات كثيرة في الفلك والطب والشعر.

مولده ونشأته

وولد "أبو بكر محمد" في مدينة "وادي آش" التي تقع بالقرب من "غرناطة" بالأندلس  عام 1100م، حيث اتجه لدراسة الفلسفة والطب على يد أعظم فلاسفة الأندلس وأطبائها.

وكان الفيلسوف صديقًا "لابن رشد"، ويعد عالمًا من علماء عصر الحضارة الإسلامية، وكانت له معرفة جيدة وشاملة بمختلف العلوم، خاصة في الطب، والفلسفة، والفلك.

وشغل ابن طفيل عدة مناصب، حيث عمل في البداية كاتبًا في ديوان والي غرناطة، ثم في ديوان الأمير "أبي سعيد بن عبد المؤمن" حاكم طنجة؛ وأصبح وزيرًا وطبيبًا للسلطان الموحدي "أبي يعقوب يوسف بن المأمون"، الذي تولى الخلافة بعد وفاة أبيه عام 558هـ، ذلك الخليفة الموحدي الذي كان يجمع بين المعرفة بعلوم الدين والاهتمام بالفلسفة وعلومها.

وكان يحيط نفسه بحاشية من العلماء والفقهاء والفلاسفة، وكان يهتم بجمع الكتب بمختلف أنواعها، ولأنه كان يجمع كتب الفلسفة لبحثها ودراستها، فقد طلب من ابن طفيل أن يعمل على تلخيص كتب أرسطو، ولكن ابن طفيل، لسبب أو لآخر، انتدب صديقه فيلسوف قرطبة، ابن رشد، لهذه المهمة.

ويقال إن ابن طفيل كان له تأثير كبير على الخليفة، وقد استغل ذلك في جلب العلماء إلى البلاط، ونذكر منهم بصفة خاصة الفيلسوف والطبيب ابن رشد الذي قدمه ابن طفيل عندما تقدم به السن إلى السلطان ليقوم بشرح كتب أرسطو وليخلفه في عمله كطبيب، وقد ظل ابن طفيل في بلاط السلطان حتى وفاته.

توفي ابن طفيل بمراكش في عام 581هـ/1185م، وقد مشي السلطان في جنازته، وهذا يدل على مدى الحظوة التي كان يتمتع بها ابن طفيل لديه.

إسهامات في الطب

وألف ابن طفيل كتابًا عن الطفل تكون من مجلدين، وله مراجعات في كتاب "رسم الدواء" الذي جمعه ابن رشد في كتابه "الكليات"، كما كانت لابن طفيل أرجوزة في الطب تتألف من 7700 بيت.

كما له إسهامات في الفلك، حيث له آراء مبتكرة في الفلك ونظريات في تركيب الأجرام السماوية وحركاتها.