إسرائيل تمهِّد لحرب «جبهات الجوار»!

مقاتلات إسرائيلية من طراز F-35
مقاتلات إسرائيلية من طراز F-35

تمهد إسرائيل لـ«حرب متعددة الجبهات»، وتسوِّق لهدفها بتقديرات أمنية، ترى أن عام 2024 هو بداية نهاية الإعداد للحرب الوشيكة على «جبهات الجوار الإسرائيلي»؛ وعزت التقديرات ذلك إلى ما وصفته بتعاظم دعم تنظيمات مسلحة فى قطاع غزة، والضفة الغربية، وجنوب لبنان، وسوريا خلال الآونة الأخيرة؛ بالإضافة إلى تفاقم الأوضاع لدى «عرب إسرائيل»، ما يرشح الجبهة هى الأخرى إلى الاشتعال فى ذات توقيت الحرب المتوقعة.


ويعزو مراقبون تنامى التحذير من شبح الحرب إلى توجه حكومة نتانياهو، الرامى إلى إشغال الدوائر السياسية بالهاجس الأمني، للتخلى عن خلافات داخلية، هددت ولا زالت تماسك الائتلاف الحاكم، وهو ما ينزع المصداقية عن التقديرات المنسوبة فى معظمها إلى هيئة الاستخبارات العسكرية، خاصة أن بالون اختبار التصعيد الأخير مع جنوب لبنان وقطاع غزة، اقتصر فى مجمله على قصف متواضع انتهى قبل بدايته، وتلاه تحذير رئيس الأركان أفيف كوخافى من الاشتباك مع «حزب الله»، تفاديًا لامتداد المناوشات إلى جبهات أخرى.


رغم تعارض التقديرات مع معطيات الواقع، تعمَّقت تحذيرات إسرائيل من نُذر الحرب فى الترويج لتعاظم قدرات التمويل المالى للتنظيمات المحيطة بإسرائيل، وجاء فى طليعتها «حزب الله»، الذى أفادت تسريبات استخباراتية فى تل أبيب بحصوله على 700 مليون دولار سنويًا، فضلًا عن تلقيه وسائل قتالية استراتيچية. أما حركة «حماس»، فادعت التسريبات تلقيها 100 مليون دولار سنويًا، بالإضافة إلى عشرات ملايين الدولارات التى يتلقاها تنظيم «الجهاد الإسلامي».
وحسب تسريبات نقلها موقع «نتسيڤ» العبرى، تحصل المليشيات الشيعية الموالية لإيران فى سوريا على مئات ملايين الدولارات، وهو ذات حجم التمويل الذى تتلقاه تنظيمات شيعية فى العراق، خاصة أن قائد ما يعرف بـ«فيلق القدس» فى الحرس الثورى الإيرانى إسماعيل قانى يشرف بنفسه على قيادة المليشيات العراقية الداعم الأول للقوات الإيرانية فى سوريا والحوثيين فى اليمن، حسب تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت چورنال».
وعلى ذكر إسماعيل قاآنى، ألمح تقرير الصحيفة الأمريكية إلى اجتماع سرى جرى فى 6 أبريل الجارى بين قاآنى من جهة، وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وممثلين عن حماس فى جنوب لبنان من جهة أخرى؛ مشيرًا إلى تعرض جبهة إسرائيل الشمالية فى أعقاب الاجتماع لإطلاق 35 صاروخًا من الجنوب اللبناني؛ وفى 7 أبريل رشقت مليشيات فى سوريا إسرائيل بـ3 صواريخ أخرى. وأفادت تسريبات منسوبة للأسطول الأمريكى السادس بتحذير إسرائيل من احتمالية تعرضها لهجمات طائرات انتحارية بدون طيار، حسب تقرير نشره موقع «دبكا» العبري.  


ورغم البعد المكاني، لا تستبعد إسرائيل ما وصفته بالتهديد القادم من حركة «أنصار الله» (الحوثيين) فى اليمن، الذين يتلقون تمويلات ضخمة فضلًا عن عتاد عسكرى يفوق كل التقديرات. ولا تستبعد التحذيرات تكتل جبهات داخلية فى الضفة الغربية ومناطق «عرب إسرائيل»، التى تعد بمنظور دوائر الأمن الإسرائيلية «قنبلة موقوتة» توشك على الانفجار تزامنًا مع اشتعال جبهة أو أخرى.


ولا يستثنى معدو التقديرات التحذير من هدوء جبهتى الجوار الأخرى لاسيما مصر والأردن؛ فرغم اتفاق السلام المبرم مع القاهرة وعمَّان، والذى ينتزع من الجذور أية مخاطر أمنية من الجانبين ضد إسرائيل، إلا أن انحسار الضمانات وفقًا للتصور الإسرائيلى وارد حال اندلاع حرب متعددة الجبهات، خاصة فى ضوء الاحتقان الذى خلفته عمليات اقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
محمد نعيم