عقل ومنطق

عبدالعزيز العدس يكتب: التسول ومترو الأنفاق

عبدالعزيز العدس
عبدالعزيز العدس

أمرهم غريب وتواجدهم أغرب.. يختارون أماكنهم بامتياز فهم فى الميادين العامة والأدهى أنهم يتخذون مواقع فى مداخل محطات مترو الأنفاق بل إنهم يتواجدون فى كل عربة من المترو ليسوا بمفردهم فهم يصطحبون أطفالا رضع وآخرين عجزة بكل الأشكال وتتنوع تحايلاتهم من أجل ما فى جيوب الركاب ما بين إمطار الدعوات واجترار الأسى لحالهم وفى أفضل الأحوال توزيع الأذكار الدينية عليك إذ كنت جالسا.

الأمر يفوق كل تصور وكم نادت الأصوات عن كيفية تواجدهم بذلك المرفق الحيوي فإذا كانت مواقعهم عرفت فى المداخل فهذا مقبول إلى حد ما لكن أن ينتشروا داخل العربات بهذا الشكل فهو أمر مريع لافت للنظر.

إن المواطن العادى لدى دخوله المترو وبحوزته أى أغراض يُسأل عنها إن لم يتم وضعها على جهاز كشف المعادن وهذا هو المتبع والمقبول.. فمن أين يتسرب هؤلاء وبهذه الكيفية إلى ذلك المرفق الحيوى؟!!

إنهم يتنقلون بين العربات واحدة تلو الأخرى دون رقيب أو حسيب ولو عن طبيعة الأولاد الذين يصطحبونهم لزوم حَبك التسول واستدرار عطف الركاب إذ فى كثير من الأحيان يدّعون حاجتهم الى عمليات جراحية فلماذا إذن تركوا المستشفيات وكيف تواجدوا هنا فى تلك الأماكن المزدحمة.

إن ظاهرة التسول ليست بجديدة فى شوارع القاهرة لكنها تتفاقم بشكل مريع فى أيام شهر رمضان الكريم ولسان حال الجميع من يوقف هذا الوضع المزرى الذى أصبح لا يليق أو يطاق.

كادت ألسنة رواد المترو تنطق فى كل مرة بل تصل إلى حد الصراخ.. ارحمونا من هذا السيل من ادعاءات متواصلة واستجداء فاق الوصف أو التصور علاوة على انتشار الباعة فى كل العربات.. أصبح الحصار محكما لكل راكب ما بين تسول مريع أوعرض مستمر لبضائع.. الجميع يأمل بأن يأتى الوقت الذى يتحرر فيه المترو من سيطرة تلك الأفعال التى تسىء إلى أحد أهم مرافق النقل بالعاصمة ويعود كما كان فى سابق عهده يضرب المثل به فى النظام والالتزام الصارم بالتعليمات لتحقيق رحلة مريحة لكل الركاب.