حديث وشجون

إيمان راشد تكتب: «الرسالة والوصاية»

إيمان راشد
إيمان راشد

انتهى الشهر الكريم ليعود لقاءنا مجددا مع أصدقائى وأحبائي من القراء... فبرغم تفرغى للعبادة فى أغلب الأوقات وقد عقدت العزم على عدم مشاهدة التليفزيون باستثناء رسالة الإمام لثقتى فى براعة خالد النبوى الذى لم يخيب ظنى وكان ممتعا وكنت متلهفة لسماع أقوال الإمام الشافعى ومشاهدة سيرته الذاتية ومدى مطابقاتها لما قرأته عنها وللحق كانت كذلك إلا أقل القليل.

مخرج ممتاز وكُتاب رائعون وكل من عمل بالمسلسل أبطال لم أشعر أن أحدهم يمثل وكأن آلة الزمن انتقلت بى الى ذلك العصر العباسى بالفعل فأصبحت داخله فشكرا لهم جميعا.

ولكن وبما أنى أكون مجبرة فى وجود أولادى على متابعة بعض ما يشاهدونه ولو سماعى وبعيدا عن مسلسلات لا تهدف إلى أى قيم ولا تهتم برسالة الفن الحقيقية وتقدم لنا وجبة تملؤها المخدرات والبلطجة فلم يلفت نظرى سوى مسلسل الوصاية للمبدعة منى ذكي التى جسدت دور الأرملة المطحونة ببراعة، تلك الشابة التى وجدت نفسها فجأة وحيدة فى العراء تجاهد بين رحايا حياة قاسية وظروف أقسى محاطة بذئاب البشر بعد أن فقدت الزوج والسند وارتطمت بقانون الأسرة الذى يمنح الوصايا لوالد الزوج دون الوضع فى الاعتبار أنه شبه غريب عن أحفاده، فهو لا يعلم شيئا عن حياتهم سوى القشور ووسط الآلام وطمع الجد والعم وعدم الثقافة القانونية لأم تبذل قصارى جهدها للبحث عن لقمة العيش تخطئ وترتكب أفعالا يجرمها القانون وتكون نهايتها السجن. 

شابو لكل من شارك فى هذا العمل الرائع سواء مؤلف أومخرج أوممثلين، قمة فى الأداء، بذلوا جميعا جهدا غير عادى للوصول إلى الهدف من رسالتهم الفنية. ففى النهاية وقبل النطق بالحكم تتحدث الأم للقاضى سائلة من سيتولى أطفالها وهل هناك من سيرعاهم أحسن منها ويرد القاضى بما يجب تعديله بالقانون وكأن المؤلف يناشد المشرع بالتغيير وذلك عندما يقول (ياسيدتى أنا أطبق القانون وما تسألين عنه غير موجود فيه) لعل الرسالة تكون وصلت للمسئولين ومشرعى القوانين.