روجينا: «ستهم» أعادني لاكتشاف نفسي ومشروع المسلسل بدأ برؤية في المنام| حوار

روجينا
روجينا

مغامرة فنية وتحد كبير وتحول فنى كبير كفيل بإحداث الرعب لدى أى فنانة من قبل أن تخوض التجربة، ورغم الخوف الذى انتابها منذ بداية الإعلان والتحضير لمشروع مسلسل «ستهم» وتعرضها لحالة نفسية صعبة أثناء الوقوف على شكل الشخصية إلا أنها تعاملت مع الأمر من منظور الرهان الفنى والتحدى ليكون من أهم الأعمال الدرامية هذا العام.. هى الفنانة روجينا التى فاجأت الجميع بدور «ستهم» وتتحدث لـ «أخبار اليوم» عن تحضيراتها للعمل، ووجود زوجها الفنان اشرف زكى، وتكشف عن التحول الفنى الذى قامت به هذا العام، وتحضيراتها لإتقان اللهجة الصعيدية، وتفاصيل كثيرة نناقشها فيها فى الحوار التالى:

فى البداية.. كيف بدأ مشروع مسلسل «ستهم» وتحويله من فكرة ومغامرة صعبة لعمل درامى مهم حمل رسائل اجتماعية ودعم قضايا المرأة فى الصعيد؟

البداية كانت من خلال التفكير فى المشروع الدرامى الجديد الذى سنقدمه أنا والمخرج رؤوف عبدالعزيز، وبدأت الحكاية برؤية فى المنام للمخرج كما قال لى وأبدى رغبته فى تقديمى بدور المرأة ممن ارتدين ثوب الرجال فى المجتمع، والحقيقة وقتها اندهشت من تقديمى لمثل هذا الدور وقتما طرح المخرج رؤوف عبدالعزيز الفكرة علي.

ولكنه فاجأنى بأنه حلم بذلك فى المنام كذلك بإسم المسلسل وهو ستهم ، ومن هنا انطلقت الفكرة لتقديمها ومن ثم تطورت للبحث عمن يكتب هذه الفكرة والحقيقة لم نجد أهم وأنسب وافضل من الكاتب الكبير ناصر عبدالرحمن وهو صعيدى وله اعمال مؤثرة فى هذا المجتمع، والصعيدى لديه مختلف وحقيقى ويمس كل من فى المجتمع الصعيدى عن قرب وهذا نابع من هويته وخلفيته التاريخية عن الصعيد الذى تميز فى الكتابة عنه بعدة اعمال.

اقرأ ايضاً| حقيقة وفاة أحمد داش في الحلقة الأخيرة من «جعفر العمدة»

كيف كان التعامل مع اللهجة الصعيدية وإتقانها؟ء

لقد سبق وشاركت بأعمال صعيدية ولدى المبادئ الخاصة باللهجة والارتكاز عليها من تجارب سابقة، ولكن بتجربة «ستهم» كان هناك تركيز كبير من أجل إتقان اللهجة وتقديمها وفقا لشخصية «ستهم» والتى كان التركيز فيها ليس على اللهجة فقط بل على مشاعر ولغة الجسد وتعبيرات الوجه التى تتناسب مع اللهجة الصعيدية التى تحدثت بها شخصية «ستهم» وهذا كان من الضرورى الاهتمام والتركيز عليه لأن اللهجة الصعيدية ليست مُجرد كلام وحسب بل لها تعبيراتها المُصاحبة لها والتى ركزنا عليها بدقة فى وجود مُصحح اللهجات، وتعاملت مع اللهجة الصعيدية بمنهجية السجع والتفخيم دون قواعد.

والموضوع كان صعبا للغاية ولكن جلسات العمل والتحضير للهجة بكل تفاصيلها كانت حاضرة بداخلى قبل بداية تصوير أول مشهد لى بالعمل، وخصوصا أنه كان على الانتهاء من التدرب على اللهجة قبل بدء التصوير وخصوصا مع وجود مشاهد صعبة تحمل «nerve» عالى سواء فى الصوت والنبرة والمشاجرات مع من حولي.

ولذلك كان من الضرورى إتقان اللهجة ودخول التصوير وأنا أتحدث اللهجة بطلاقة وفقا للشخصية وما يتناسب معها من أجل التركيز على طبيعة الدور والأداء، والحمد لله أعتقد أننا نجحنا فى تقديم لهجة صعيدية متناسبة للغاية وسعيدة بهذه التجربة بكل تفاصيلها.

كيف تنظرين لمسلسل «ستهم» كمشروع حمل الكثير من التحدى والرهان؟

أعتبر مسلسل ستهم تحولا فنيا كبيرا فى حياتى الفنية وخصوصا أن العمل ليس مُجرد مسلسل أراهن فيه على دور بل راهنت على قضية ومسلسل صعب للغاية ولكنه يمس كل إمرأة فى الوطن العربي، فأهم ما جذبنى فى هذا التحول الذى أحدثك عنه أن «ستهم» موجودة فى كل بيت بمصر والصعيد وبالوطن العربي، فهى قصة كفاح وصعود إمرأة صعيدية من ظروف وأحداث صعبة للغاية نحو محاولات العيش بكرامة وتربية أبنائها، وأعتقد أن هذا المسلسل تغيير جذرى فى مشوارى الفنى وكذلك بداخلى من خلال الخبرات الكبيرة التى  اكتسبتها من خلال هذا الدور.

كيف كان التعامل لدور «ستهم» وفقا للشكل سواء بارتداء الجلباب الصعيدى أو التقارب الشكلى للشخصية مع الرجال؟

كنت خائفة للغاية من هذا التحول الكبير فى الشكل والمضمون الخاص بالمسلسل، وفى البروفات الأولية للوصول لشكل شخصية «ستهم» من خلال الملابس والمكياج تعرضت لحالة نفسية صعبة لاحظها جميع من حولى وقت التحضير لشخصية «ستهم» وإجراء البروفات الأولية عليها انتابتنى حالة عصبية شديدة وقلق وتوتر.

فالصعوبة ليست فى ارتداء «ستهم» الجلباب الصعيدى للرجل ولكن الصعوبات الكبيرة كانت فى الصدق الفنى لدى الجمهور ومدى قدرتى على إقناعه بأننى قادرة على ارتداء الجلباب، ولكننى تعاملت مع هذا المشروع بتحد كبير وبرغبة فى تكسير أى قالب فنى سبق وظهرت به.

وهذا العمل بالنسبة لى حالة نفسية مختلفة على كممثلة أعادتنى لمرحلة الدراسة بالمعهد وقياس مدى قدرتى على أداء أدوار مختلفة، ولكننى اكتشفت قدرات جديدة بداخلى كممثلة من خلال تجربة مسلسل «ستهم».

هل دعم قضايا المرأة فى «ستهم» كان من ضمن أولوياتك فى تقديم هذا العمل؟

بالتأكيد المسلسل دعم قضايا المرأة ونحن فى «ستهم» لم نتحدث عن قضية إمرأة واحدة بل قضايا المرأة بشكل عام من خلال تركيبة نفسية صعبة ومعقدة مُلمة بكل تفاصيل السيدات اللواتى لديهن رغبة فى النجاح وصراع البقاء والإصرار على تربية الأبناء والمكافحة من أجلهم، فشخصية «ستهم» هى مزيج من قصص سيدات كثيرات فى الواقع وكل تفصيلة حملتها هذه الشخصية تمس الكثير من السيدات فى الواقع.

ماذا عن رؤيتك للتعاون الثانى مع المخرج رؤوف عبدالعزيز ؟

سعيدة للغاية بالتعاون الثانى مع المخرج رؤوف عبدالعزيز بعد نجاح «انحراف» وقدمنا «ستهم» وأعتقد أن الجمهور مُتفهم لهذا الانسجام الكبير بيننا وهذا نابع من الرغبة فى الاختلاف وتقديم أفكار مختلفة وجديدة ومهمة لدى الجمهور سواء بالنسبة لى كممثلة أو بالنسبة له كمخرج، وهذا المخرج لديه مفردات فى الإخراج بمسلسل «ستهم» جديدة ومختلفة وأنا سعيدة بهذا التعاون الثانى ونجاحه مع الجمهور.

ماذا عن التعاون مع ناصر عبدالرحمن؟

ناصر عبدالرحمن كاتب كبير حملت أعماله الكثير من التنوير والتكشف لأحداث سابقة لأوانها، وهو من أهم الكتاب فى مصر والوطن العربى وواحد ممن أثروا الدراما المصرية والصعيدية بكتاباته المتميزة، وأنا سعيدة للغاية لسعادته بروجينا فى أداء دور «ستهم».

وهذا أهم شئ لمسته من خلال طاقته الإيجابية تجاهى وتجاه الدور وتسعدنى أننى كُنت قدر هذه الثقة التى كانت بداخله عنى ولمسته عن قرب وقت وجوده بالتصوير والقيام بعمليات المونتاج داخل العمل.

وجود الشيخ ياسين التهامى ضمن سياق أحداث مسلسل «ستهم» فكيف ترين ذلك وما جمعكما من لقاء أثناء التصوير؟

وجود الشيخ ياسين التهامى ضمن أحداث مسلسل «ستهم» ليس مُجرد شيخ المديح الذى يلتف حوله الجميع ويحضرون حفلاته ويذهب الناس خلفه بالموالد وحفلات المديح والإنشاد الدينى وانا واحدة منهم، ووجوده فى هذا العمل شرف كبير وأقول «مدد» فهو شيخ المديح والإنشاد الدينى وهناك الكثير من الأشياء والتواصل الروحى الذى حدث بيننا خلال فترة تصوير مسلسل «ستهم» بالمدد من الله سبحانه وتعالى، وسعدت بوجود هذه القيمة الفنية الكبيرة داخل المسلسل وغناءه تتر المسلسل شرف كبير وفخورة بوجوده ضمن تجربة مسلسل «ستهم.

كيف تعتبرين الانسياق للشخصيات الفنية وفقا لشكلها ومضمونها.. جرأة أم صدق أم متعة فنية؟

طوال عمرى منذ دراستى بالمعهد وأنا أقول أننى «تحت أمر أى شخصية فنية أقدمها» وهذا يعود للرغبة فى الصدق الفنى والانسياق للدور حسبما تكون الشخصية، فالموضوع ليس متعلقا بالجرأة بل بالمتعة الفنية، فأعتبر التمثيل موهبة لابد ألا يتم التقصير فيها وإبرازها من الظاهر بل نقوم بتقديمها من قلبنا لأن الذى يخرج من القلب يصل للقلب.

وهذا كله يكون فى مصلحة الرسالة الخاصة بأى عمل ومدى وصولها للجمهور، لذلك فأنا مؤمنة بالصدق الفنى وكُنت مُستعدة من البداية للانسياق للشخصية بكل تفاصيلها وظروفها وشكلها، لذلك فكانت لدى متعه كبيرة فى أداء هذا الدور الذى جعلنى أكتشف مساحات تمثيلية جديدة بداخلي.