لماذا لا تكون المقارنات إلا بين العمرة والأضحية وشعائر الإسلام وبناء المساجد، وبين الفقراء؟!
اليوم يرحل شهر الصوم،لننتظره جميعا الأعوام القادمة بخيره وبركاته على مصر والمصريين، والعرب والمسلمين. وغدا نستقبل عيد الفطر المبارك، عيد الفرحة بصيام وقيام شهر كريم.
ادعو الله أن يتقبل منا ومنكم القيام والصيام. اللهم آمين. ولا مانع من أن نذكر أنفسنا بآداب القبول عند الخالق سبحانه وتعالى. لقد كشف الله لرسوله،صلى الله عليه وسلم،ليلة القدر فى العشر الأواخر من شهر رمضان.
وهى الليلة التى تعادل خيرمن ألف شهر، وعندما هم باعلانها للناس،لكنه نسيها عندما شاهد شجارا ومشاحنة بين اثنين من المسلمين!. وقال: أعمال العبد الصالحة لا ترفع الى الله سبحانه وتعالى اذا كان بينه وبين آخر مخاصمة أو مشاحنة. انما ترفع لمن يعفو عن أخيه المسلم. لأن العفو هنا من أرقى أنواع العفو لأنه خالص لوجه الله.
وكان دعاء النبى صلى الله عليه وسلم فى ليلة القدر والوارد على لسان أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها: «للهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا». وعملا بسنة رسول الله نعفو عن كافة الناس ونطمع ان يعفو عنا الله سبحانه وتعالى،لترفع أعمالنا خالصة لوجه الله سبحانه. المسلم قدوة للكافة . المسلم سلوك قويم لا اعوجاج فيه.
ونحن نتعجب من سوء سلوكيات الكثير من المسلمين. ونتعجب من رفعهم السلاح فى وجه بعضهم البعض. ونتعجب من استحلال دم المسلم لأخيه المسلم . ونتعجب من اتباع أساليب المؤامرات والخديعة والنفاق فى العلاقات بين المسلمين.
ونتعجب من التخلف والفقر الذى يعم البلاد الاسلامية. ويزداد العجب من رؤية أموال المسلمين تعمر وتنتج وتصنع فى بلاد غير إسلامية. إنها أمور تحتاج إلى وقفة نعود فيها إلى الله سبحانه،نصحح فيها الأخطاء،ونعود الى طريق الرشد.
الأسئلة المفخخة
عندما نشغل أنفسنا بتوافه الأمور،وعندما يحتد الجدل فيما لا يساوى، فاننا نصبح من التوافه أيضا. مثلا جدل كبير محتد بين الكثير من الناس حول أيهما أفضل شراء أضحية وذبحها، أم توزيع مبلغها على الفقراء؟!.
بلا شك هو سؤال ليس فى محله لماذا؟!. لأن لكل دين سماوى طقوس وشعائر تميزه. فاذا فقدت مناسكه وشعائره فقدت دينك الذى تعتقده.
ولأن إجابتى ليست بالأفضل أترك الاجابة التى كتبها مولانا الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. يقول: طرح الأسئلة المفخخة، التى إنتشرت فى الآونة الأخيرة. كقول بعض الناس: إتركوا الطواف حول الكعبة وطوفوا حول الفقراء.
وقول آخرين : التصدق بثمن الأضحية أفضل من ذبحها. وقول غيرهم: لقمة فى فم جائع أفضل من بناء ألف جامع. نقول مستعينين بالله: هذه الكلمات سواء كنت تعلم أو لا تعلم، الغرض منها هو تزهيد المسلمين فى الشعائر الظاهرة التى يظهر بها شعار الإسلام، ويتميزون بها عن غيرهم. أو أن من يطلق مثل هذه المقولات يجهل حقيقة الدين وأحكامه الحكيمة وترتيب الأولويات.
فالفقراء موجودون فى كل زمان منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم إلى زماننا ولم يقل أحد مثل هذا الكلام البارد. ثانياً: أغلب من يكثرون من العمرة ممن وسع الله عليهم معروفون بالصدقة وبالتبرعات أيضا. إذ لا يحرص على العمرة غالبا ويكثر منها إلا من كان قلبه عامرا بالإيمان. ثالثاً: لماذا لا تكون المقارنات إلا بين العمرة والأضحية وشعائر الإسلام وبناء المساجد، وبين الفقراء. لماذا لا يقال: لا تشترِ لحماً مرتين فى الأسبوع وإشترِى مرة واحدة فى الشهر وطف حول الفقراء . لماذا لا يقال: لا تشربوا السجائر..
وإدفعوا ثمنها للفقراء؟! لماذا لا يقال: إتركوا قاعات الأفراح والأثمان الباهظة وطوفوا حول الفقراء ؟! لماذا لا يقال إتركوا المصايف والتنزهات وطوفوا حول الفقراء؟! لماذا تنفق الأموال فى الترف والغناء والأفلام والمسلسلات والمباريات والنت.. ولاتطوف هذه الأموال حول الفقراء؟!.
تقوى القلوب
سؤالنا نحن الآن لماذا لا تتركوا لنا شعائرنا نتمتع بها؟. لماذا تقارنوا بين عبادتين كلتاهما ذات فضل، وكأنه يراد للناس أن يتركوا كل شيء ويهتموا بعبادة واحدة !هذه الأسئلة تدبّر بالليل ممن يكيدون لهذا الدين، ثم تخرج بالنهار على المسلمين،فيتلقفها السذج منهم والذين ينخدعون بظاهر العبارة ورونقها ولا يعلمون ما وراءها من عوامل هدم شعائر الإسلام الظاهرة والخفية. وأكثر من يردد مثل هذه العبارات غالباً لا يطوفون حول الكعبة،ولا حول الفقراء.! وخلاصة الإجابة عن السؤال أن الأضحية أفضل فحافظ عليها ولا تلتفت لهذه الدعوات التى تريد نفى شعائر المسلمين وإذهابها من الوجود. وإذا ذبحت الأضحية وكنت حريصاً على الفقراء بهذا القدر فوزع الأضحية جميعها أو أكثرها على الفقراء. أو تصدق أنت بمالك على الفقراء والمساكين.. واترك لنا أضحيتنا . قال تعالى «ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب».
القوة الناعمة
يحلو للبعض الاشاعة بأن مصر لا تهتم بعلمائها المميزين على مستوى العالم. وهو ما لم ولن يحدث. مصر دائما تفتخر بعلمائها. وليس صحيحا ان الاعلام يتجاهل ايا من العلماء. وها انا اليوم أكتب عن أسطورة علمية خرجت للعالم من مصر. تهانى عامر بنت القليوبية، كانت طالبة متفوقة فى الثانوية العامة، وقبلت للدراسة عن طريق التنسيق فى كلية الطب والهندسة، وفى نفس الوقت تقدم لها عريس للزواج. كان سنها 17 سنة . وافقت على الزواج . اشترطت على زوجها أن تكمل تعليمها بعد الزواج . سافرت إلى أمريكا مع زوجها.
حصلت على بكالوريوس الهندسة تخصص ميكانيكا. أنجبت طفلين خلال دراستها للبكالوريوس.
ثم درست الماجيستير ثم الدكتوراة فى هندسة المركبات الفضائية. وأنجبت طفلها الثالث أثناء مرحلة الدكتوراة بعدها تم تعيينها فى وكالة ناسا لأبحاث الفضاء وأنجبت طفلها الرابع. وحصلت على درجات علمية عديدة فى إدارة الأعمال. وترقت فى المناصب إلى أن أصبحت مديرة تنفيذية للمهمات العلمية فى وكالة ناسا.
شاركت فى الإشراف على العديد من المهام العلمية فى ناسا مثل تصميم مقاتلات الإف 16 و الإف 18 ثم فى الإشراف على إطلاق تليسكوب جيمس ويب الفضائى العملاق وحالياً هى المسئولة عن إدارة مشاريع ناسا لمراقبة مستوى المياه فى البحار والمحيطات و الأنهار ومسئولة عن إدارة تحليل عينات الصخور القادمة من المريخ.
وهى امرأة محجبة حجاب شرعى ومن أكبر الناشطين فى مسجد مدينتها فى أمريكا وصفحتها الشخصية بموقع ناسا https://women.nasa.gov/tahani-amer/ كلها فخر بهويتها الإسلامية ودورها كزوجة وأم وحالياً جدة ودورها فى الدعوة للإسلام فى أمريكا . لما سئلت عن مثلها الأعلى فى الحياة لم تستطع أن تملك دموعها وقالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن يشرفنا ان نكتب عن علماء يشرفون مصر فى العالم.
استثمار الآثار
للفنان التشكيلى أمير وهيب وجهة نظر فى الحفاظ على آثارنا من النهب والسرقة، باعتبار أن آثار اى دولة ملك وورث الشعب، ولا يمكن بيعها، ولا يمكن المساس بها. وأصبح «التنقيب» يشكل تهديدا لحياة نسبة كبيرة من المصريين. لدرجة ان عصابات الآثار بتشغل ناس و بتقتل فى ناس لكى تجلب لهم الآثار. لى سؤال: لماذا لا تقوم وزارة الاثار و تقطع الطريق على العصابات و تعمل اتفاق أو صفقة مع الناس التى ترغب فى التنقيب بحيث ان من يجد شيئا يقوم بتسليمها للوزارة مقابل «مكافأة».
هذا المنقب اضاف «آثر» هذا الأثر لم يكن له وجود وعملية التنقيب مكلفة والدولة لا تملك الإمكانيات المالية ولا المجهود ولا فرق العمل ل التنقيب عن الآثار، أى أن التنقيب فى حد ذاته لابد و ان يكون عملا إيجابيا يجد التشجيع من الدولة، لأن الخطوة التالية، هى الأصعب، مع الأخذ فى الاعتبار أن الدولة غير قادرة على مواجهة هذه العصابات.
لأن من داخل الحكومة نفسها موظفين هم متدرجون بالفعل فى عملية التهريب يا بالاشتراك المباشر أو التواطؤ أو التسهيل او التغافل مما يؤكد على استحالة منع التهريب. كما أن الاثار تباع بسعر رخيص جدا مقارنة بسعر البيع خارج مصر،مع استحالة استعادة ما تم تهريبه، كما حدث مع مقتنيات المتحف المصرى فى ميدان التحرير وقت فوضى يناير ٢٠١١ ومع لوحة «زهرة الخشاش»، بحيث ان يكون الإجراء الوحيد، الذى لا يهم أحدا و لا يعتبر رادعا،هو القبض على شخص بحجة أنه المتسبب.
لذلك أكرر و انا على يقين و مقتنع تماما و هو أشراك من عنده رغبة فى التنقيب نظير مكافأة، و ليس القبض عليه،و ان تبيع الدولة كل ما هو مكرر من أعمال الفراعنة من نحت و لوحات،و محاولة استثمار الآثار الى الحد الأقصى بابتكار انواع من البيع حتى لو لم يكن بيع نهائى فليكن «حق استغلال»، أو «تأجير» وإقامة معارض دائمة فى عواصم العالم. ويصبح ذلك لمصر ضمن نشاطها،السياسى و الثقافى و السياحى و التجارى، اليومى، ومرتبط بعالم المال و الأعمال،ان تقوم بعرض و بيع آثار بدل تخزينها و سرقتها من المخازن كما يحدث مما يؤكد على أن مصر سوف تجنى «مليارات الدولارات» لاستعادة كيانها كدولة عظمى.
الطماع والنصاب
عيب جدا أن نستمر فى قراءة مثل هذه القضايا التافهة. قضايا الطمع وما يتبعها من نصب. اذا وجدت نصابا فاعلم أن وراءه طماع !. لم نتعلم الدرس من شركات توظيف الأموال الشهيرة فى الثمانينات من القرن الماضى . ثم توالت قضايا النصب وتطورت إلى أن وصلنا لقضايا النصب الاليكترونى. ومؤخرا ظهرت منصة نصب جديدة باسم «فيجور» وهى نصب رقمى تعمل منذ 8 سنوات.
هى عبارة عن منصة على الإنترنت، استطاعت أن تجذب آلاف المصريين بغرض الحصول على أرباح بالدولار من خلال أحد التطبيقات. وأعلنت أرقامًا خيالية بغرض مكسب شهر تخطى قيمته 5000 جنيه مقابل إيداع مبلغ 20 ألف جنيه. بعيدا عن التحقيقات،لماذا يلجأ المواطن لمثل هذا الأسلوب ولماذا لا يتعلم الدرس ؟!. أسئلة كثيرة تطرح نفسها تحتاج إلى خبراء فى الاقتصاد قبل تدخل المسئولين . وتحتاج إلى نشر الوعى الادخارى السليم بدلا من الوقوع بسهولة فى فخاخ النصابين.
دعاء
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا لك وحدك يا الله.
