كنوز| الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يقع في غرام أم كلثوم

 الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

كثيرة هى الألقاب التى نالها صاحب الصوت الذهبى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذى أطلق عليه الكاتب الساخر أحمد رجب لقب «عبد الباسط براندلو» فى مقال بمجلة «آخر ساعة» لما كان يتمتع به من وسامة تعادل وسامة النجم السينمائى العالمى، ووصفه الكاتب محمود السعدنى بأعجوبة هذا الزمان فى كتابه «ألحان السماء»، وعندما سافر للسعودية عام 1952 سجل للمملكة التسجيلات التى تلاها فى الحرم المكى والمسجد النبوى المباركين ليتم بثها بالإذاعة ولُقب هناك بصوت مكة.

 ولشهر رمضان بركات وأفضال كثيرة على الشيخ عبد الباسط منذ بداياته مع التلاوة بدواوين القرية والليالى الرمضانية بالمحافظات، وانتقاله للتلاوة فى رمضان بمسجد الحسين، وسفره لقراءة القرآن الكريم فى العواصم العربية وكل الدول الإسلامية التى حقق بها شهرة لم يحققها غيره، حتى تبوأ منصب أول نقيب لقراء مصر عام 1984، وقد أفصح عن الكثير فى الحوار الذى أجراه معه عبد المنعم معوض وقت أن كان مشرفا على مجلة «الشرطة»، فذكر فى هذا الحوار أنه حفظ القرآن الكريم فى «أرمنت» عندما كان فى العاشرة، تعلم القراءات والتجويد على يد الشيخ محمد سليم حمادة، وقال إنه جاء للقاهرة عام 1950 عندما كان فى السابعة عشرة ليقرأ فى مولد السيدة زينب بدعوة من أحد الشيوخ لمدة عشر دقائق فقط، لكن الدقائق امتدت لساعات، وطلب منه أن يتقدم للإذاعة، لكنه تردد خوفا من عدم نجاحه فى الإذاعة التى كانت تصدح بأصوات مشاهير القراء الكبار، لكنه فعلها ونجح، وها هو بعض ما جاء فى الحوار. 

 

اقرأ أيضا: الطاروطي: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد نشر القرآن فى العالم والناس تأثروا به

■ من هم مشاهير القراء عندما تقدمت لامتحان الإذاعة؟

- المرحوم عبد الفتاح الشعشاعى، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ على حزين، والشيخ محمد سلامة، والشيخ منصور الشامى الدمنهورى.

■ لمن كنت تستمع فى طفولتك ؟

- بالطبع كنت أستمع للشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الفتاح الشعشاعى.

■ عندما تقرأ الآن آيات القرآن الكريم، ما هى موازينك فى قراءتها ؟

- كل آية لها لون حتى تحدث التأثير المطلوب، سواء كانت آية تبشير، لها نغمة تدخل السرور على الناس، أو آية نذير فلابد أن يكون الصوت ترهيبا، لابد لمن يجود القرآن أن يكون ملماً بالتلوين النغمى.

■ متى تشعر أنك ملكت زمام التلاوة؟

- بالتجلى، وهى ليست من عندى لأنها من عند الله، أشعر بالروحانية، كنت مثلا اقرأ سورة المزمل فى الروضة الشريفة بالمدينة المنورة، قرأت بسعادة وسرور، الناس تسمع فى صمت، تراهم كأنهم يسمعون بقلوبهم.

■ هل يمكن أن يقع قارئ القرآن فى خطأ ؟

- كثيرا جدا، القرآن غالب لا مغلوب، دعيت لقراءة القرآن الكريم، وقرأت سورة «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» وبعد أن قلتها، لم أستطع أن أكمل الآية، نسيت ماذا بعدها، ناديت على أحد الأشخاص وسألته «ماذا بعد.. أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ»، لم يكن أمامى من تصرف إلا هذا.

■ ما هى القراءات التى تفضلها أثناء التجويد؟

- أنوع فى قراءاتى، اقرأ بالقراءات العشر، وهى لهجات وعلم ومتون تُحفظ ولها رموز لابد أن تُشرح على يد شيخ، فقد حفظت ١١٧٣ بيتا للشاطبى تشرح كلها القراءات السبع ولها رموز ومقدمات ومتون.

■ كيف تحافظ على صوتك؟

- أنا لا أدخن، ولا أتناول التوابل الحريفة أو المثلجات لأنها تؤثر فى الصوت . 

■ حدثنى عن مغالاة أجور مشاهير القراء؟ 

- لا يوجد شيء اسمه قارئ غال، أو فلان أغلى من فلان، أنت تختار شخصا معينا ليقرأ قرآنا وهناك كثيرون يقرأون مثله، والأجر يكون أجر حبس، وطالما أخترت شخصا بعينه فأنت تتحمل ذلك، أما القرآن الكريم فلا يُقدر بثمن، هناك من يقول إن هذا حرام لكن نحن لا نأخذ أجراً على القرآن، ولكن على أمر حبس كما قلت لك.

■ هل تحب سماع الأغانى والموسيقى؟ 

- أحب أغانى عبد الوهاب القديمة وأغانى أم كلثوم الدينية، وصوت محمد قنديل.

■ هل لابد لقارئ القرآن أن يعرف تفسير الآيات؟

- بقدر الإمكان، وفوق كل ذى علم عليم لكنى أرجع للتفاسير على قدر المستطاع.

■ ما هى متاعب قارئ القرآن الكريم؟

- الله سبحانه وتعالى أكرمنى إكراما كثيرا بالقرآن، ولهذا لا توجد متاعب، لو شكرت الله ليلاً ونهاراً ما استطعت أن أقوم بالشكر على هذه النعمة.

■ متى تقطع التلاوة وأنت تقرأ؟

- عندما أجد الناس تتكلم فلا يمكن لى أن أستمر وأقطع قراءتى وأقول «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»، لا أستمر إلا إذا ساد الصمت.

■ ما الفرق بين قارئ وآخر فى تلاوة القرآن الكريم؟

- الفرق فى أمزجة الناس فقط، الناس هى التى تختار.

■ أعرف أنك زرت المسجد الأقصى؟

- نعم .. وأحييت فيه ليالى رمضان سنتين متتاليتين قبل عام 1966.

■ هل للشهرة مزايا ومتاعب؟

- مزاياها فى محبة الناس، ومتاعبها أن كل الناس تريد أن تعبر لى عن محبتها، والصعوبة هى كيف أوفق بين كل محبينى. 

حوار: عبد المنعم معوض

مجلة «الشرطة» - أبريل 1987