ضجة كبيرة ولغط كبير وتحقيقات واسعة وبحث مكثف تشهده الساحة السياسية والمعلوماتية فى الولايات المتحدة الأمريكية حاليا وطوال الأسبوع الماضى، حول فضيحة التسريبات الأخيرة لوثائق بالغة الأهمية والسرية ، متعلقة بالأمن القومى الأمريكى والأوروبى والحرب الروسية الأوكرانية.
الضجة واللغط والبحث والفحص والتقصى بدأت بنشر عدد من الوثائق السرية الخطيرة على صفحات التواصل الاجتماعى وفى العديد من الصحف ووكالات الأنباء الأمريكية مثل «النيويورك تايمز» و «الواشنطن بوست» و «شبكة سى إن إن» وغيرهما، تتناول بالتفصيل الكثير من الأسرار المتعلقة بالأمن القومى الأمريكى وخططاً خاصة بالحرب الأوكرانية، والاتصالات مع دول حليفة.
الخيوط الأولى والاساسية فى واقعة التسريبات تشير إلى أنها سربت أو تسربت من داخل «البنتاجون» وزارة الدفاع الأمريكية، ولذلك كانت الضجة وكان اللغط نظراً لكون البنتاجون هو الحصن المنيع داخل الولايات المتحدة... أو هكذا هو الظن فى الداخل والخارج أيضا، وفى نظر الأصدقاء والحلفاء وأيضا الأعداء.
ومن أجل ذلك كانت ولا تزال الضجة كبيرة وكان ولا يزال اللغط كثيراً ومتصاعداً، سواء فى البيت الأبيض ووزارة الدفاع أو فى كل دوائر أجهزة صنع القرار وكذلك الإدارات والأجهزة الخاصة بحفظ الوثائق الهامة وبالغة السرية المتعلقة بالعمليات والخطط الحربية والتقارير المخابراتية والمعلوماتية الخاصة بالأعداء والأصدقاء أيضا.
وكما هو متوقع اتجه الاتهام الأول إلى وقوف روسيا عن طريق عناصر سرية موالية لها وراء تسريب المعلومات الخاصة بالحرب الأوكرانية،...، ولكن البعض اعتبر ذلك اتهاماً متسرعاً، خاصة أن التسريبات شملت أيضا تقارير ووثائق تتعلق بحلفاء وأصدقاء للولايات المتحدة وهو ما يثير قلق العديد من هذه الدول.
وفى تطور جديد تناولت الوثائق المسربة التى تم نشرها خلال الأمس وأول أمس على مواقع التواصل معلومات عن استعداد إسرائيل لإرسال أسلحة قاتلة إلى أوكرانيا كما نشرت الصحف ووكالات الأنباء الأمريكية ما يؤكد قيام أمريكا بالتنصت على الدول الحليفة والصديقة لها.
وفى ظل ذلك كله، هناك توقع عام داخل أمريكا وخارجها، بأن ما ظهر حتى الآن من فضيحة التسريبات، هو مجرد قمة جبل الجليد الطافى على السطح،...، وأن ما خفى كان أعظم وأكبر بكثير.