رأى

المصريون حائرون

مايسة عبد الجليل
مايسة عبد الجليل

المصريون حائرون.. أين وكيف يستثمرون؟ فى الذهب والدولار أم العقارات أم يتركون أموالهم آمنة فى حضن البنوك وفوائدها العالية؟

سباق محموم ومؤشرات البحث تلهث.. تتابع وتقارن لحظة بلحظة وقد اشتدت المنافسة خاصة بين البنوك حتى طرحت شهادات ادخار بعائد يدور حول 20% لمدة ثلاث سنوات وكل يحاول حماية ودائعه ومنعها من التسرب إلى البنوك الأخرى. 

سوق العقارات يرقب بحذر خطوات البنوك ويخشى هجرة السيولة إليها بما يؤثر سلبا على السوق العقارى إضافة إلى تغير سعر صرف الدولار وأسعار الحديد وباقى مواد البناء بما يؤثر على تسعير الوحدات حتى إن بعض الشركات ربطت الأسعار بسعر الدولار واشترطت ذلك فى العقود.. أما البعض الآخر فلجأ إلى شراء العقارات القديمة و»تسقيعها» على ما تفرج وتتضح الرؤية والمكسب مضمون. 

أما الذهب فهو فى برجه العاجى يخطف بريقه أبصار كبار وصغار المستثمرين.. يحفظ مقامه من قديم الأزل.. تقفز أسعاره يوميا قفزات غير مسبوقة.. يتدلل ومع ذلك يجد محبيه كما هم باقين على العهد حتى أعلى سعر!!

كل هذه المحددات ومناحى الاستثمار والمستثمرين ولا تجد بينهم من يفكر فى الاستثمار الحقيقى وهو «الإنتاج» الذى نعلم جميعا أنه مخرجنا من أزمتنا الاقتصادية ومع ذلك لم نسمع حاليا عن خطوة لتشجيع الاستثمار فى الصناعات الصغيرة التى كانت هى الأساس لتقدم الكثير من دول العالم ونقلها إلى مصاف الدول الكبرى..

إلا أن الأمر توقف عندنا عند مجرد الكلام والوعود بينما بقيت الصعوبات قائمة تتحدى من يفكر فى أى مشروع صناعى إنتاجى بدءا بصعوبة الحصول على التراخيص وتعدد الإجراءات والجهات الحكومية المتعاملة إضافة إلى الضرائب والمنافسة مع المستورد إلى آخر قائمة طويلة من المعوقات ألجأت الكثيرين إلى حضن البنوك وفوائدها العالية بعيدا عن المخاطر و»وجع الدماغ» وهو ما لا يحتمله وضعنا الحالى وما نحتاجه من تشجيع لزيادة الإنتاج بحلول حقيقية بعيدا عن الحلول المؤقتة السهلة المريحة وعواقبها المستقبلية الوخيمة.. فهل نجد من مغيث؟