عاجل

وجع قلب

حلقة مفرغة

هبة عمر
هبة عمر

فى كل تجمع أو احتفال يقدم فيه الطعام لايلاحظ أحد حجم  مايذهب إلى القمامة من بقايا الطعام الفائض فهل يمكن  تخيل أن ثلث الغذاء الذى ينتج فى العالم للاستهلاك الآدمى يتم هدره  وأن ظاهرة إهدار الغذاء وفقدانه متفشية فى العالم كله بلا استثناء، وأن ماينتج من غذاء  يكفى لإطعام  ٧ مليارات شخص فى العالم، يتسبب هدر جزء منه فى وجود  ٨٠٠ مليون شخص ينامون «بجوعهم»، وأن هذا الهدر الذى لايشعر به أحد يسبب مشكلات تهدد مناخ الأرض بأكملها؟

ورغم كل الأزمات الاقتصادية التى يمر بها العالم مازالت ظاهرة الغذاء المهدر متفشية ، وينتج عنها حوالي٩٣١ مليون طن من نفايات الطعام سنويا بالعالم ، ويتجاوز نصيب العالم العربى  منها ٤٠ مليون طن ، وبالطبع يذهب كل هذا الى مدافن النفايات التى تنتج الغازات المسببة للاحتباس الحرارى ( ٣ مليارات طن سنويًا)  ليصبح  هدر الطعام هو ثالث أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحرارى، بعد الولايات المتحدة والصين ، وهذه الغازات هى سبب رئيسى فى حدوث المشكلات المناخية، المؤثرة على موارد المياه، وزيادة نسبة التصحر والجفاف، وتفاقم عدم القدرة على التنبؤ وخطورة الظواهر الجوية. وكل ذلك يؤثر على الزراعة وزيادة ظاهرة الجوع، فى العديد من أنحاء العالم.

ما يدعو للعجب أن  بعض التقارير التى تصدر من مؤسسات متخصصة تكشف إن إهدار الطعام تزيد حدته فى المناطق ذات الدخل المحدود والمتوسط فى العالم، وكأن المناطق الغنية أكثر حرصا على استهلاك ماتحتاج اليه فقط، ربما لأن بها تعليما أفضل يوفر وعيا أفضل بقضايا البيئة، وتكشف لنا هذه التقارير المتخصصة أن بعض أسباب إهدار الغذاء يبدأ من مراحل الإنتاج والمعالجة والتخزين والتوزيع ، قبل أن تصل المنتجات الى موائدنا فنعيد إهدار جزء آخر منها، ونستمر فى الدوران داخل حلقة مفرغة طالما ظللنا  نهدر الكثير مما نملكه بلا سبب سوى أننا لاندرك حجم المشكلة التى تواجهنا .