‎السر الباتع .. بين راجح داود وخالد يوسف

د. إلهام سيف الدولة حمدان
د. إلهام سيف الدولة حمدان

‎فاجأ الموسيقار راجح داوود جمهوره  يوم السبت اول أبريل ٢٠٢٣ عبر صفحته على فيسبوك ببيان ملؤه الضيق والغضب جراء موقف تعرض له تم فيه استبعاد موسيقاه التصويرية التي قام بتأليفها خصيصاً للمسلسل الذي تعاقد عليه ويعرض الآن على القنوات المختلفة(سره الباتع)، وهو بحق موقف غريب من نوعه يتعرض له فنان بقيمة وقامة د.راجح ،لذلك فقد ‎تابعت الأمر باهتمام كبير ونشرت بيان الدكتور راجح على صفحتي الشخصية ؛تضامنا معه، وتعبيرا عن رفضي التام لما تعرض له من محاولة تشويه واضحة لتاريخه في نظر جمهوره الذي يحترمه ويثق دوما فيما يقدمه له من مؤلفات موسيقية محببة ، فوراء هذا الموسيقار والأستاذ الأكاديمي بالمعهد العالي للكونسيرفتوار والعميد السابق له، والذي تربطني به زمالة العمل بأكاديمية الفنون والذي تعاملت معه منذ كان عميدا ولمست مدى جديته، التي تنعكس في موسيقاه، فهذا المبدع وراءه تاريخ طويل وباع كبير في مجال تأليف الموسيقى التصويرية للأعمال السينمائية والدراما التلفزيونية؛ لذلك لم أجد غرابة في التعليقات التي دارت حول هذا البيان من العارفين به من الحقل الفني الموسيقي والأكاديمي والنقاد وصولا إلى جمهور صفحته ، فوجدتهم يلحون عليه في المطالبة بحقه الأدبي قبل كل شيء ،وألا ينتهي الأمر بمجرد نشره لبيان على التواصل الاجتماعي مقتصرا على متابعيه فقط؛ حفاظاً على حقوقه التي أهدرها من تعاقدوا معه المخرج والشركة المنتجة على حد سواء، فما حدث واقعة كارثية ينبغي معاقبة المسئول عنها ومحاسبته أمام النقابات الفنية بشكل خاص نقابة المهن التمثيلية ، ونقابة المهن الموسيقية، وكذلك هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، ورفع الأمر للقضاء حتى يسترد حقوقه ،ويضمن عدم تعرض غيره لمثل هذه الخديعة مستقبلاً!
‎بيد أنه أكد في بيانه على أن خالد يوسف هو المسئول الأول والأخير عن إهدار موسيقاه وإلصاق موسيقى الغير إليه !
‎ويحق لنا جميعا أن نتساءل :ماالسر الباتع الذي أدى إلى أنه تم استبعاد موسيقاه من العمل والاستعانة بموتيفات لعمل فني سابق لفيلم(الريس عمر حرب) ؟! والتي نتذكرها جميعا لجمالها وتميزها ،مما جعل جمهور المشاهدين يحكمون عليه ظلما أنه يكرر نفسه ولم يقدم جديدا، وقد قابل الفنان د.راجح هذا الاتهام بالصمت حتى  لايسىء للعمل وينغص على المشاهدين متعة المتابعة مع تباشير بدء عرض الحلقة الأولى.
‎والمدهش أن البيان أظهر سعة صدر لدى د.راجح، وصبره على هذه الإساءة التي لا نعرف الغرض الحقيقي وراءها، ألم يكن من الأفضل أن يبلغ المخرج د.راجح باحتياج العمل إلى المزيد من الجمل اللحنية بدلا من هذا الموقف غير المبرر؟! وأعتقد أنه كان سيجد استجابة محمودة وتفهم من الموسيقار راجح داود الذي يظهر من بيانه مدى حرصه على مسيرته الفنية واهتمامه بالحفاظ على جمهوره واحترامه مؤكدا على مايؤمن به من مباديء وقيم تبعده عن الوقوع في فخ الشبهات باقتباس أو اتهامه بسرقة جمل لحنية لغيره ووضع اسمه عليها!
‎ ارجو بخروج مقالي هذا لك عزيزي القارىء أن يكون هذا التجاوز من المخرج خالد يوسف قد وجد سبيله إلى المحاسبة أو الحل ،وأن يكون لدى المخرج من الأسباب مايبرر هذا التصرف بمنطق يقبله الفنان راجح  داود إذا لم تكن لديه قصدية للنيل من تاريخ هذا الفنان الجاد ووضعه في هذا الحرج البين بالفعل، وفي كل الأحوال أجد أنه لزاما على الشركة المالكة لهذا المصنف الفني اتخاذ كافة الإجراءات القانونية فى مساءلة المخرج عن مخالفته لتخلي ساحتها القانونية ، وأن يسترد د.راجح حقه الأدبي أمام الجمهور, وأمام طلابه الذين يجدون في معلمهم القدوة التي يتمثلونها فنيا وأخلاقيا ومهنيا.