ظـــلال

في باريس.. الفراعنة يحلون ضيوفًا

د. حسن أبو طالب
د. حسن أبو طالب

في خطوة جريئة تهدف إلى تعزيز السياحة في مصر، تتجه الحكومة المصرية نحو ترويج الآثار الفرعونية في عواصم العالم لا سيما الأوروبية، عبر تنظيم معارض تضم قطعًا أثرية فريدة من نوعها. ولعل أحدث هذه المعارض سيفتح أبوابه غدًا في عاصمة النور، حيث يُقام معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" الذي–يؤكد الخبراء – أنه سوف يلاقي استحساناً واسعاً من قبل الزوار والمختصين على حد سواء.

وفي منشور خاص له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أحبّ سفير مصر في باريس – أن يشارك معنا لحظات الإعلان عن وصول التابوت الخشبي للملك رمسيس الثاني إلى مقر القاعة التي ستستضيفمعرض «رمسيس وذهب الفراعنة» في باريس، وذلك بالتعاون معوزارة الثقافة الفرنسية. ويمثل عرض التابوت أمرًا استثنائيًا، ويأتي تقديراً للعلماء الفرنسيين الذين قاموا بترميم ومعالجة مومياء الملك رمسيس الثاني عام ١٩٧٦، وتتويجاً للعلاقات التاريخية المتميزة التي تربط بين البلدين في مختلف المجالات.‏‎

 

وفي كلمة له أثناء الاحتفالية، أشار علاء يوسف - فخر الدبلوماسية المصرية - إلى أن معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» لن يجمع فقط مجموعات متميزة من القطع الأثرية المصرية التاريخية والتي يُعرض بعضها لأول مرة خارج مصر، ولكنه سيسمح أيضاً لعشاق الحضارة الفرعونية العريقة باكتشاف معبدأبوسمبل ومقبرة نفرتاري من خلال تقنية الواقع الافتراضي. ‏‎

تأتي هذه الخطوة المبتكرة في إطار التركيز على ترويج الثقافة المصرية والتعريف بتاريخ الفراعنة العريق، الذي يمتد لآلاف السنين ويُعَدّ واحداً من أعظم الحضارات في التاريخ. إن الفراعنة وإنجازاتهم الهائلة في مجالات العمارة والفن والعلوم تُعَدّ مصدر إلهام للعديد من الشعوب حول العالم، وتجذب اهتمام العديد من المسافرين وعشاق التاريخ والآثار

.

تتمتع مصر بإرث ثقافي وتاريخي غني، حيث تضم العديد من المعالم الفرعونية الشهيرة، مثل الأهرامات ومعبد الكرنك ومعبد الأقصر ووادي الملوك ووادي الملكات والعديد من المعابد والأضرحة والقصور الأثرية. ومن خلال ترويج هذا الإرث الثقافي في عواصم العالم، يمكن لمصر أن تستفيد من تحسين صورتها السياحية وجذب عدد أكبر من السياح الأجانب

.

ولإقامة المعارض الأثرية بالخارج العديد من الآثار الإيجابية على تعزيز السياحة في مصر؛فهي أولاً، تُعزز التواصل والتبادل الثقافي بين مصر وأوروبا، حيث يتاح للمقيمين في أوروبا فرصة التعرف على التاريخ والثقافة المصرية من خلال القطع الأثرية التي تعرض في المعارض. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الفهم المتبادل وبناء جسور التواصل بين الشعب المصري وباقي الأوروبيين، وتعزيز العلاقات الثقافية والسياحية.

ثانياً، يمكن أن تزيد هذه المعارض من وعي الجمهور الدولي بتراث مصر الفرعوني الغني والتحف التاريخية الفريدة التي تملكها مصر. وبالتالي، يمكن أن تزيد هذه المعارض من عدد الزوار الذين يشعرون بالإلهام لزيارة مصر بأنفسهم واستكشاف ثرواتها الثقافية والتاريخية على الأرض.

ثالثاً، تساهم هذه المعارض في تعزيز القطاع السياحي في مصر، الذي يُعَدّ مصدراً هاماً للإيرادات والوظائف في البلاد. إذ يعزز زيادة عدد السياح الوافدين إلى مصر القطاع السياحي ويسهم في تحسين الاقتصاد المصري وتعزيز فرص التشغيل في قطاع السياحة.

يمثل ترويج الآثار الفرعونية في معارض تقام خارج البلاد توجهاً هاماً لتعزيز السياحة في مصر خاصة عندما يكون على رأس الإشراف على مثل تلك الأحداث رجال ثقات يعملون ليل نهار لتعزيز صورة مصر بالخارج من أمثال السفير الدؤوب علاء يوسف؛ حيث يُعَزّز هذا الجهد التواصل الثقافي، ويزيد من وعي الجمهور الدولي بتراث مصر الفرعوني، ويعزز القطاع السياحي في مصر. يعتبر هذا التوجه استثماراً استراتيجياً يمكن أن يحقق آفاقاً وفرصاً جديدة لتعزيز السياحة في مصر وتعزيز العلاقات.