فى الصميم

الذكاء الصناعى.. قاتلاً!

جلال عارف
جلال عارف

الملياردير الشهير «ماسك» أنفق مليارات عديدة على أبحاث الذكاء الصناعى الذى يستخدمه بالفعل فى العديد من شركاته مثل شركة السيارات الكهربائية الرائدة «تسلا». لكنه فاجأ الجميع قبل أيام بالمشاركة مع حوالى ألف من كبار الخبراء فى هذا المجال فى نشر بيان يطلب وقف تطوير برامج الذكاء الصناعى لمدة ستة أشهر، مشيرين إلى أن تطوير هذه البرامج يأتى فقط عندما نكون واثقين من أن آثارها ستكون إيجابية، وأن مخاطرها ستكون تحت السيطرة!
الأمر أصبح أكبر من خطر عدم تأمين البيانات الخاصة بالأفراد والشركات والمؤسسات. يتساءل «ماسك» وزملاؤه: هل يجب أن نسمح للآلات بإغراق قنواتنا الإعلامية بالأكاذيب؟ وهل ينبغى أن نطور عقولاً غير بشرية قد تفوقنا عدداً وذكاء، وتتفوق علينا وتحل محلنا؟!


المخاطر أصبحت عديدة. وفى نفس التوقيت الذى نشرت فيه رسالة التحذير، كان يتم الكشف عن أول حادث انتحار يتم بتحريض من برنامج للذكاء الصناعى. الضحية كان مهندساً بلجيكياً ظل لمدة ستة أسابيع فى نقاش مع برنامج الذكاء الصناعى الذى كان يشجعه على الانتحار ليذهب إلى الجنة!
فى المقابل.. هناك التوجه الآخر الذى يؤكد أنه من المستحيل إيقاف التطور الذى سينتج عنه إنتاج أعلى بتكلفة أقل.. لكن ما هو الثمن؟!.. التقديرات تقول إن برامج الذكاء الصناعى ستحل محل ٣٠٠ مليون وظيفة فى أنحاء العالم. وأن ربع الوظائف فى أمريكا وأوروبا ستذهب لبرامج الذكاء الصناعى الذى سيكون قادراً على الابتكار ومنافسة العقل البشرى، والحصول على ٤٦٪ من المهام الإدارية، و٤٤٪ من المهام القانونية والدخول إلى مرحلة إبداع الشعر وتحليل الوثائق والبيانات بدقة كبيرة!


ورغم التحذيرات التى تطلقها الشركات المنتجة لبرامج الذكاء الصناعى بأن برامجها مازالت فى مرحلة التجربة، فإن ملايين يستعملونها حتى بعد أن قالت الشركة المنتجة لأهم هذه البرامج «تشات جى. جى. بى» أنه من الخطأ الاعتماد عليه فى أى شىء مهم الآن. لكن ماذا عن الغد؟!.. هل سيمضى التطوير إلى نهايته؟ ومتى يمكن أن يكون «الروبوت» آمناً وتحت السيطرة البشرية؟ وأى نتائج ستكون إذا فقد ٣٠٠ مليون وظائفهم، وإذا طوَّر العلماء «الروبوت» الأكثر ذكاء من الإنسان؟ وهل يبقى الأمر فى يد هؤلاء العلماء وحدهم.. أم أنه أخطر من ذلك بكثير؟!