ظـــلال

تحرير سيناء في شهر رمضان ما بين أكتوبر ١٩٧٣و يوليو ٢٠١٥

حسن أبو طالب
حسن أبو طالب

بالأمس القريب، كانت الدولة المصرية تحيي ذكرى «العاشر من رمضان» حيث انتصارات أكتوبر المجيدة، وتطهير سيناء الغالية من دنس الصهاينة. بيد أن المتأمل في الخط الزمني لأعظم الأحداث عبر تاريخنا الباسل، ربما يجد أن الشعب المصري قد قُدّر له تحقيق أخلد الانتصارات في شهر رمضان المبارك.

ففي الأول من يوليو 2015 الموافق (14 رمضان)، تمكن جيش مصر العظيم من تحقيق النصر في إحدى أهم المواجهات الفاصلة مع تنظيم ولاية سيناء «الدواعش» في الشيخ زويد، ورفح شمالي سيناء؛ ومن ثمّ القضاء على مجموعات الإرهابيين التي أفزعت المنطقة لفترة طويلة بسلسلة هجمات وحشية ضد جنودنا البواسل أثناء قيامهم بأداء واجبهم في نهار رمضان؛ ما أدى إلى إسالة الدماء الزكية للعشرات من الجنود المصريين على أرض الفيروز.

وما أشبه الليلة بالبارحة... ها هي انتصار القوات المسلحة المصرية على الإرهاب في سيناء (14 رمضان 2015) تشبه - إلى حد التطابق - انتصار العاشر من رمضان 1973. ففي كلتا الحالتين، تمكنت قواتنا من تطهير سيناء الحبيبة أثناء صيام رمضان، حيث كانت المرة الأولى على يد الأجداد العظام بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات، وفي الثانية تمكًن الأحفاد - بعد مرور عشرات السنين – برؤية الأب القائد عبد الفتاح السيسي من تحقيق النصر على الجماعات الإرهابية في سيناء.

يتشابه الانتصاران في تجسيد الإرادة الصلبة للقوات المسلحة المصرية في الدفاع عن الوطن والمواطنين، وتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد. فأبطالنايمتلكون القدرة والخبرة اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية الداخلية والخارجية، ويتميزون بالتضحية والإخلاص في أداء مهامهم الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، يبعث انتصار جنودنا على الإرهاب في سيناء واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، برسالة إلى المتطرفين والإرهابيين مفادها أن مصر لن تتهاون في حفظ أمنها وسلامة مواطنيها، وستستمر في استئصال شأفة الإرهاب بكل قوة وصرامة.

وبينما تحل علينا - خلال بضعة أيام - ذكرى سحق الجيش المصري للدواعش في ١٤ رمضان/ يوليو 2015، قد يكون من الواجب علينا - كما هو الحال مع ذكرى انتصار العاشر من رمضان - إحياء ذكري أبطالنا الذين استطاعوا هزيمة الدواعش وتطهير سيناء من دنسهم، عبر قيام فضائياتنا وأجهزتنا المعنية بتسليط الضوء على تلك البطولات الخالدة وبيان عظيم تأثيرها في معركة تنمية سيناء بعد اكتمال معركة التطهير. وبذلك تستمر ملحمة تحقيق الانتصارات في شهر رمضان مثالًا حيًا على التضحية والبطولة التي يتحلى بها جيش مصر، وتشكَل ذكرى مؤثرة في وجدان كل المصريين تجعلنا نفتخر بتاريخنا وجيشنا وبالوطن العظيم الذي ننتمي إليه.