قصة آية

د. عبد الحميد البطاوى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف
د. عبد الحميد البطاوى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف

فى هذا الباب الذى يحمل عنوان «قصة آية» نقدم لك عزيزى القارئ فى كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك شرحا بسيطا لآية أو أكثر من آيات كتاب الله كان لها قصة وسبب.

قصة آية اليوم التى نقدمها لك عزيزى القارئ من سورة فصلت والتى نزلت لتبين كيف كان تحذير الكفار لغيرهم من ألا يستمعوا للقرآن، قال تعالي «وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ» فصلت (26).


يقول د. عبد الحميد البطاوى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف: كان الطفيل بن عمرو الدوسى رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة فقدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها فمشى إلى الطفيل رجال من قريش فقالوا يا طفيل إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذى بين أظهرنا قد فرق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل وأخيه وبين الرجل وزوجته إنما نخشى عليك وعلى قومك مثل ما دخل علينا فلا تكلمه ولا تسمع منه قال الطفيل: فوالله ما زالوا بى حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئاً ولا أكلمه فغدوت إلى المسجد وقد حشوت أذنى كرسفاً يعنى قطنا حتى كان يقال لى ذو القطنتين قال: فغدوت يوماً إلى المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلى عند الكعبة فقمت قريباً منه فأبى الله إلا أن يسمعنى بعض قوله فسمعت كلاماً حسناً فقلت فى نفسى والله إنى لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن من القبيح فما يمنعنى من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذى يأتى به حسناً قبلته وإن كان قبيحاً تركته، فقلت يا محمد إن قومك قالوا لى كذا وكذا فاعرض على أمرك فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم الإسلام وتلا عليه القرآن فقال طفيل: لا والله ما سمعت قولاً قط أحسن من هذا ولا أمراً أعدل منه فأسلمت وشهدت شهادة الحق.