فى الصميم

مع ترامب.. كل شىء ممكن!!

جلال عارف
جلال عارف

حتى الآن على الأقل.. اختار "ترامب" التراجع عن تهديداته السابقة بــ "الخراب والدمار" إذا وجهت له اتهامات فى قضية "شراء الصمت" من الممثلة الاباحية "ستورمى دانيلز" ورشوتها لكى لا تضر ـ إذا تكلمت ـ بحملته الانتخابية التى قادته إلى البيت الأبيض. ويبدو أنه قبل نصائح مستشاريه بالاستمرار فى لعب دور "المظلوم" والمطارد من الحزب الديموقراطى حتى لا يعود للبيت الأبيض مرة أخرى!!

وهكذا سيذهب ترامب للمحكمة بعد غد دون أن تقيد يداه بــ "الكلبشات" وستتم إجراءات أخذ البصمة والتصوير ثم تلقى عليه الاتهامات. ثم يفرج عنه ـ فالغالب ـ بضمان إقامته انتظارا لبدء المحاكمة.. لكن هذه المعاملة الهادئة لاتنفى استثنائية الحدث مع أول محاكمة جنائية لرئيس أمريكى سابق مرشح للعودة للبيت الأبيض مرة أخرى بالرغم من المحاكمة، وحتى لو صدر ضده حكم وصل الى السجن!!

قضية الممثلة الاباحية هى  القضية الأقل خطورة فى مسلسل القضايا التى يواجهها ترامب، والتى تضم التحريض على اقتحام الكونجرس، والتحريض على تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ثم قضايا التهرب الضريبى المتعددة، وسيقاتل فى المحاكمة التى تبدأ هذا الأسبوع حتى لا يفتح باب الإدانات  ويصبح ذلك أمرا عاديا بالنسبة لأنصاره!! ولاشك أنه إذا حصل على البراءة فى قضية الممثلة الاباحية فسوف يقوى مركزه فى الانتخابات القادمة.

على الجانب الآخر يرى منافسوه أنه رغم أن الاتهامات التى يحاكم عليها لاتتعلق بعلاقته مع الممثلة الاباحية فى حد ذاتها، إلا أن نشر التفاصيل عن شراء الصمت، والتزوير فى قيد ما تم دفعه على أنه مصاريف انتخابية، والرشوة للتأثير فى الانتخابات.. كل ذلك سوف يلقى المزيد من الشكوك على صلاحية الرجل للعودة للبيت الابيض أو الاستمرار فى العمل السياسى.

الوقت مازال مبكرا لقياس تأثير القضية على مستقبل ترامب. ورغم إعلان تأييد الزعماء الجمهوريين، إلا أن البحث بدأ عن مرشح بديل للحزب إذا تراجعت حظوظ ترامب. وإذا حدث ذلك فقد نرى ترامب مرشحا من خارج الحزب. وفى كل الأحوال سيظل ترامب رقما صعبا فى السياسة الأمريكية.. سواء فى البيت الأبيض، أو فى المحاكم، أو ربما فى السجن الذى مازال ـ حتى الآن ـ أضعف الاحتمالات بالنسبة لرئيس أمريكى سابق. لكن كل شىء وارد مع "ترامب" حتى لو دخل التاريخ باعتباره رئيسا يحكم أمريكا من السجن!!