لا أنسى مقالا رائعا كتبه أستاذنا، الكاتب الصحفي الكبير الراحل سعيد سنبل، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ورئيس تحرير«الأخبار»، وكان مقاله بالصفحة الثالثة للأخبار بعنوان (صباح الخير)، طالب فيه ببيع لوحات السيارات المعدنية المميزة، وأن يخصص دخلها للمشروعات الخيرية القومية. وكان وقتها فى أواخر الثمانينات من القرن الماضى، كأنه يحلم، والناس والمسئولون لا يصدقون.
كان سنبل كاتبا ومفكرا ومحللا اقتصاديا بارعا، وسابق عصره. شرح فى مقاله وجهة نظره فى بيع اللوحات المميزة، بدلا من تقديمها على طبق من فضة مجاملة لأشخاص بعينهم يتباهون بها فى الشوارع، وخلص إلى أن الدولة أولى بالحصول على مقابل لهذه اللوحات المميزة.
اليوم تستجيب الحكومة للفكرة التى طرحها الأستاذ سعيد سنبل، وتنفذ مزادات على لوحات السيارات، وتخصص دخلها لصالح مشروع خيرى كبير هو صندوق تحيا مصر. وقد وصلت لوحة تحت رقم (م ى ر ٥٥٥) إلى أكثر من ٥٠ مليون جنيه. وفى رأيي هذا إنجاز ضخم لوزارة الداخلية والإدارة العامة للمرور.
لقد أصبح لدينا مشروع موقع المزايدة على اللوحات المعدنية (لوحتك). وهو من المشاريع القومية والتى توجه إيراداتها لصندوق تحيا مصر حيث يقوم المواطن بالمزايدة على أرقام لوحات معينة وعند رسو المزاد لصالح المواطن يقوم الموقع بخصم قيمة المزاد من حساب المواطن البنكى ليتم إضافة القيمة إلى حساب صندوق تحيا مصر للمساهمة بطريقة غير مباشرة فى دعم التنمية بمصر. lo7tak.com.eg
ورغم تهكم رجل الأعمال نجيب ساويرس فى تويتة له، حيث قال (اللى معاه قرش يحيره يجيب حمام ويطيره)، إلا أن اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية الأسبق، كشف لنا أن أغلى لوحة تم بيعها سابقًا وصلت إلى حوالى 2.5 مليون أو 3 ملايين جنيه، وأن الغرض من طرح هذه اللوحات المعدنية فى المزاد العلني؛ هو دعم صندوق تحيا مصر؛ وهو أمر يتم تطبيقه فى دول أخرى مثل السعودية والإمارات. وأوضح أنه إذا تراجع الشخص الذى استقر عليه المزاد عن دفع الثمن؛ فإنه سيخسر قيمة التأمين على اللوحة (حوالى 10 آلاف جنيه فقط).
مثل هذه الأفكار الإيجابية التى طرحها الأستاذ سعيد سنبل، تؤكد دور الصحافة والإعلام فى تقديم أفكار وآراء تفيد الدولة.
دعاء: اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
