عصير القلم

رمضان بريء من هؤلاء

أحمد الإمام
أحمد الإمام

..في هذه الأيام المباركة التي ننعم بظلها وننهل من نورها، هناك نفحات عطرة فاز من اغتنمها ، وخسر من أهدرها بلا فائدة.
وبقدر الايجابيات التي يمكننا الخروج بها من شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، بقدر ما هناك سلبيات يجب تجنبها حتى تعم الفائدة المرجوة من الشهر الفضيل.
وفي مقدمة السلبيات التي نتمنى أن تختفي من حياتنا في شهر الصوم حالة التكاسل الرهيبة التي تسيطر على معظم الناس وكأن رمضان شهر النوم والاسترخاء وليس شهر العبادة والتقرب إلى الله بصالح الأعمال.
تجد الموظفون يتفننون في تضييع أوقات فيما لايفيد وتعطيل مصالح الناس دون أن يدركوا أن قضاء مصالح العباد هو في حد ذاته نوع من من أنواع العبادة التي يثابون عليها.

وهناك المجاهرة بالإفطار من جانب بعض ضعاف الايمان الذين لا يكتفون فقط بالإفطار في نهار رمضان بل يجاهرون بالإفطار وتناول الطعام وتدخين السجائر في حضرة الصائمين بتبجح منقطع النظير.
ومن السلبيات ايضا حالة الإسراف المبالغ فيها التي تمارسها بعض الزوجات في الاطعمة والحلويات كمًا وكيفًا بشكل يمثل عبئًا على ميزانيات الاسرة وخاصة في ظل هذه الظروف التي يسيطر فيها الغلاء على كافة مناحي الحياة.
ومن أسوأ الخصال في شهر الصوم العصبية الزائدة والنرفزة على أتفه الأسباب وهي صفات أبعد ما تكون عن طبائع الصائم الذي يجب أن يمتنع عن بذئ القول وفاحش اللفظ كما يمتنع عن الطعام والشراب تماما.
من المظاهر السلبية التي نتمنى أن تختفي تماما من شوارعنا في رمضان هذه الأعداد الكبيرة من المتسولين الذين يستغلون الحالة الايمانية الطيبة التي يمر بها معظم الناس ويبدأون في العزف على أوتار العطاء والجود في شهر الصيام ويشكلون فيما بينهم تشكيلات محترفة تحتل إشارات المرور والميادين الكبرى والشوارع الرئيسية والجانبية ايضا.
ومن السلبيات الرمضانية التي نرجو أن تختفي من حياتنا في هذه الايام المفترجة أيضا المشاحنات الزوجية اليومية بسبب مصروف البيت الذي يرفع الراية البيضاء ويستسلم مهزومًا تحت ضربات الياميش وفواتير اللحوم والخضراوات والدواجن وغيرها من الاحتياجات الضرورية وغير الضرورية التي يجب تكديسها في المنازل خلال شهر رمضان وكأننا على حافة المجاعة.
وتصل هذه المشاحنات احيانًا الى الانفصال والطلاق ، وأحيانا اخرى تنتهي في اقسام الشرطة بعد تحول المشاحنات الزوجية إلى جرائم.
ومن أبرز السلبيات التي نتمنى ايضا اختفائها من قاموس حياتنا حالة الجشع السرطاني التي تسيطر على بعض التجار الذين يستغلون حالة الاقبال الشديدة من جانب المستهلكين على شراء السلع الغذائية بمختلف أنواعها من لحوم وفراخ وخضراوات وارز وسكر وزيت وغيرهم ويرفعون الاسعار بصورة مبالغ فيها طمعًا في مزيد من المال المغمس بدم المواطن الكادح الذي يستدين ويقترض لتلبية طلبات واحتياجات اسرته.
هؤلاء جميعًا لا ينتمون الى شهر الصوم .. وأخلاقياتهم بعيدة تمامًا عن حكمة الشهر الفضيل الذي ترفع فيه الاعمال وتعتق الرقاب من النار.