صباح الجمعة 

أرمنيوس المنياوي يكتب : رمضان زمان 

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

ذكريات رمضان عالقة في ذهني أكثر من أى وقت مضى .. كنا في قرية ريدة مسقط رأسي ننتظر تلك الأيام ونعيشها ونسهر معا على اغاني وطرب ليالي رمضانية جميلة ..كان الراديو فيها هو القاسم المشترك ..واذكر مسلسلات كانت تذاع في الراديو عقب مدفع الافطار مباشرة ولم يكن أحد يقول لي انت مسيحي وذاك مسلما ..أتذكر ماكان يذاع رغم صغر سني في ذلك الوقت.

أنا أتحدث عن عام  1974 كنا يا دوب نعيش نشوة إنتصار أكتوبر  وكنت بعد صغيرا لكني متذكر جيدا مسلسلات مثل  يوميات صائم ورمضان صائم رمضان واللهم أني صائم ..كنا في النهار  نتجول في الحقول  معا ونسرع إلى بيوتنا المبناه بالطوب اللبن قبل ٱذان المغرب مباشرة ..الله يرحمك يا اخويا جمال فقد كان شريكا دائما لي معا في الحقل والبيت وفي الشارع كانت  الصحبة الجميلة كنا نلتقي عقب الإفطار مباشرة والذي كان بسيطا جدا ويغلب على وجبته الكرات والجرجير والبصل الاخضر وقطعة لحم صغيرة وموجودة في الأسبوع مرة واحدة وعلى أقصى تقدير مرتين في الأسبوع منهما مرة فراخ بلدي لم يكن قد ظهر الفراخ البيضاء بعد .. حيث لم تكن قد ظهرت قضية الدواجن الفاسدة والتي أثارت ضجة لبطلها الملياردير توفيق عبد الحي والذي نفي تلك التهمه فيما بعد  بسبب ما سمي وقتها إستيرادها شحنة فراخ بيضاء  فاسدة ..الله يسامحك يا عم توفيق  أخذتني من ايام رمضان وذكرياته الجميلة في القرية معا.

كنا نسهر في شارعنا الضيق بعد أن نكون قد أرهقنا من اللعب في الشارع الكبير والذي كان ومازال يطلق عليه شارع النصارة ولا أعرف من الذي تسبب في تلك التسمية فالشارع في بدايته ونهايته يقطن شركاء الوطن المسلمين.

على أية حال كنا نسهر في الشارع الضيق ولم تكن هناك كهرباء بل كنا نعتمد على انوار القمر وكنا ننتظر قمر 14 ينير لنا الشوارع مثلما تعيش بعض الدول على مياه الأمطار هكذا كنا نعيش ونلعب نحن  على ضوء القمر.

وأتذكر جيدا بطبيعة الحال الراديو الصغير وكان عم عبد الشهيد زكي القبطي هو الوحيد الذي كان يمتلك تسجيل بإسطوانات ..نتجمع حوله بالليل حتى قبل السحور نستمتع بمواويل الفنان الشعبي محمد طه وعم سنوسي ابو شحاته كان يعشق روايات وحكايات ابو زيد الهلالي سلامة وكلمات عمنا الراحل عبد الرحمن الابنودي.

كنا نستمتع بروايات ابو زيد الهلالي وكأنها تتم في التو واللحظة وليست روايات قديمة وكنا نشجع ابو زيد الهلالي ونسعد عندما يقهر الخليفة زناتي دون أن ندرك من هو ابو زيد الهلالي ومن هو خليفة الزناتي ولكن كنا نسمع صوت عبد الرحمن الأبنودي وهو يجلجل قائلا قول يا عم جابر ..

كانت الأجواء الرمضانية مختلفة لم تكن مبهرجة مثل هذه الأيام ولكنها كانت تبث فينا السعادة والفرحة والبراءة.

اذكر خالتي هانم وخالتي راعوث وهم ينادون على أمي بعبارة يا أم ليشع..كان الحب يجمعهن والود هو القاسم المشترك بيننا ..ننتظر عم نافع المسحراتي الرجل الطيب وتيقظني أمي والبراءة في الصوت والقعدة لكي نلف بعض الوقت مع المسحراتي والسعادة تملأ قلوبنا عندما نرى المسحراتي وكأنه من كوكب تاني وكل الإحترام والتقدير والنظرة بإنبهار إليه من كل المتيقظين مسلمين ومسيحيين .

هكذا كنا نعيش ومازلنا نعيش على تلك النفحات نجترها لكي تساعدنا على متاعب الحاضر ..الحاج عبد الغني والمقدس بلاش جدي نخليها المقدس بطرموس والناس معا ومسلسلات عمنا رافت فهيم التي كانت ترج الدنيا مثلما يقولون وفي الصباح نستيقظ للذهاب للحقول .. الصائم منا صائم والفاطر فاطر..لم يكن أحد ينظر أو يتنمر على أحد بل أن تلك المصطلحات مثل كلمة التنمر لم تكن موجودة في هذا الزمن الذي نتندر عليه وعلى ناسه الٱن ..الكلام كثير وكثير وأحلى ما فيه متعة أيام زمان وناس زمان ..رمضان كريم .. يحب كل كريم .. وكل رمضان وأنتم طيبون 

======
ٱخر السطور
=======

■ حسبي الله من صناع الفتن والدسائس ورغم ذلك سنبقي مصريين متحدين ليوم الدين .

■ خالد ميرى نجح بأمتياز في لم شمل الصحفيين عندما كان أول من قدم التهنئة للنقيب الجديد الأستاذ خالد البلشي ورد الاخير بزيارة ميرى في مكتبه ..أنهما خالدان معا وفي قلوبنا وقلب كل صحفي يقدر صناع الكلمة بعيد عن المتحرشين بقلعة الحريات