فى الصميم

فضيحة إسرائيلية فى باريس!

جلال عارف
جلال عارف

فى الوقت الذى كانت فيه الجهود تتواصل من مصر والأردن والولايات المتحدة فى اجتماع «شرم الشيخ» للتوصل إلى اتفاق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لوقف التصعيد المتواصل فى ظل حكم اليمين المتطرف الإسرائيلى الذى يهدد بتفجير الموقف فى المنطقة..

كان أحد أقطاب حكومة عصابات اليمين الإسرائيلى «تسموتريتش» يتسلل إلى فرنسا للمشاركة فى احتفال صهيونى اضطر منظموه لتغيير مكانه ثلاث مرات  خوفا من أن يلقى «تسموتريتش» الاستقبال اللائق من رأى عام فرنسى يعرف تاريخ الوزير العنصرى وماذا يمثل فى حكومة لا تكتفى بممارسة إرهابها على الفلسطينيين، بل تمد هذا الإرهاب إلى الاسرائيليين أنفسهم وهى تقودهم نحو الكارثة!

ولم يخيب الوزير الإسرائيلى الظن به.. وقف يتكلم أمام خريطة لإسرائيل تضم كل أرض فلسطين فى الضفة وغزة وكذلك الأردن إلى الكيان الصهيونى  !!  ولم يكن حديثه إلا استمرارا لنفس النهج الذى أثار غضب واشمئزاز العالم من قبل حين طالب بضرورة محو قرية «حوارة» الفلسطينية من الوجود. هذه المرة مضى الوزير الإسرائيلى خطوة أخرى على نفس الطريق، حيث أكد أنه «لا يوجد شعب فلسطينى.. هذه هى الحقيقة التاريخية والتوراتية. العرب اخترعوا شعبا وهميا ويدعون حقوقا وهمية فى أرض إسرائيل»!

الأردن احتجت على الفور، واعتبرت ما حدث تصرفا عنصريا متطرفا وخرقا للأعراف الدولية ولمعاهدة السلام، بينما سارعت الخارجية الاسرائيلية بالتأكيد على التزامها باتفاقية السلام مع الأردن، وبوحدة أراضيه.. بينما اعتبرت السلطة الفلسطينية تصريحات الوزير الاسرائيلى تحريضا عنصريا ودليلا قاطعا على الفكر الصهيونى المتطرف ونواياه نحو فلسطين وشعبها.

أصوات دولية عديدة طالبت حكومة نتنياهو بأن  تتحمل مسئوليتها، وأن تدين تصريحات الوزير تسموتريتش.. وأيا كان ما ستفعله حكومة عصابات اليمين المتطرف فإن ما حدث يكشف مأزق إسرائيل بعد أن سقطت عنها كل الأقنعة وأصبح مصيرها بيد أمثال «بن غفير» و«تسموتريتش»، وخطابها هو خطاب الكراهية والعنصرية، وطريقها الذى لا تعرف غيره هو التوسع بالاستيطان والقتل وإنكار الحقائق.. وكأنهم يستعجلون نهاية الوهم وعقاب التاريخ!